بسم الله الرحمن الرحيم
ان اكرمكم عند الله اتقاكم
صدق الله العلي العظيم

 

لا يزال الالاف او يزيد عن تلك الأرقام يرزح تحت وطأة العنف والتهميش والأذى بسبب ممارسات عنصرية تقف وراءها دوافع دينية او مذهبية او عرقية، وقد تجلى عن الازمة الأوكرانية الجارية العديد من الافرازات المؤسفة الصادرة عن جهات وشخصيات تتدعي نبذها للمارسات العنصرية.

يحيي المجتمع الدولي في الأول بعد العشرين من أذار/ مارس الجاري اليوم الدولي للقضاء على التمييز العنصري، والذي انبثق عن الهيئة الدولية للأمم المتحدة بعد سلسلة من التداولات والنقاشات المستفيضة التي تسعى الى مكافحة هذه الظاهرة الا إنسانية، والعمل على محاصرتها ومواجهة من يعتقد بأفضلية فرد او شعب بسبب فكري او مادي على سواه من البشر.

وإذ تشارك المنظمة هذه المناسبة المهمة والتي تنسجم معها قولاً وفعلاً، تعرب عن اسفها للتصريحات العنصرية التي بدرت عن شخصيات يمثلون أنظمة سياسية تدعي عدم التمييز وحرصها على خلق ظاهرة عامة للمساواة بين البشر، وذلك خلال تداعيات الازمة الأوكرانية وحالات النزوح الجارية بسبب الحرب.

ان المنظمة كانت ولا تزال تراهن على سمو الأنظمة الديمقراطية لا سيما فيما يتعلق بقضايا حقوق الانسان، وتتطلع ان تسهم هذه الدول في تقديم يد العون والمساعدة والدفع صوب مكافحة كل شكل من اشكال الانتهاكات التي تصدر عن جهات استبدادية او أنظمة ديكتاتورية او اطراف وجهات متعصبة فكريا او متطرفة دينيا.

ومن هذا المنطلق تطالب المنظمة المجتمعات الغربية التي تتقلد المعايير الحقوقية كأسس معيارية لأنظمتها السياسية بضرورة مراجعة مواقفها الأخير، ومحاسبة واقصاء الأصوات الشاذة ذات الفكر الاستعلائي والعنصري، ومحاولة اصلاح الشرخ الحاصل بسببها.

وتؤكد المنظمة على أهمية الحفاظ على المعتقدات السامية الداعية الى المساواة وعدم التمييز بين البشر، والحفاظ على المبادئ المتفق عليها خصوصاً في وقت الازمات، مشددة على ضرورة العمل مواجهة التحديات التي تسهم في اهتزاز المواقف والمبادئ التي يجمع عليها المنطق والعقل والفطرة الإنسانية السليمة.