بسم الله الرحمن الرحيم

يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ  صدق الله العلي العظيم

ما احوج البشرية في وقتنا الراهن الى العمل الانساني، عمل يرمي الى ازدهار الشعوب وسلامتها وعيشها بكرامة وأمن وطمأنينة، خصوصاً ان حراجة الفترة العصيبة التي يمر بها المجتمع الدولي بسبب النزاعات المسلحة باتت اخطر مرحلة تمر بها البشرية منذ قرون خلت.

فالانقسام الدولي والصراعات السياسية اصبحت صفة شاملة للقوى والأنظمة الحاكمة التي تدعي حرصها على المواثيق الدولية الكفيلة للأمن والسلم العالميين، حتى يكاد ان ينفلت زمام الأمور لتحول بسكان الارض حربا شاملة لا تبقي ولا تذر.

واذ تمر على المجتمع الدولي اليوم العالمي المخصص للعمل الانساني، مستدركين هذه المناسبة، تحيط بجميع المراقبين مشاعر القلق والتوجس والرعب ازاء ما يتهدد البشرية من مخاطر، الامر الذي يستدعي بشكل عاجل تكثيف الجهود لوأد الفتنة الكبرى التي تقسم المجتمع الدولي بين معسكر شرقي وآخر غربي.

فالحرب الروسية الاوكرانية أزاحت الستار عن عمق الخلافات بين اطراف العالم، وبينت مدى الاستخفاف الكبير بين الاطراف المتحاربة بالأمن والسلم الدوليين، وجري جميع الاطراف وراء مصالح سياسية واقتصادية ضيقة هدفها الهيمنة والسيطرة، بعيداً عن لغة الواقع ومبادئ العيش المشترك الذي سبق ان اقرته المنظمة الدولية التي تنضوي تحت رايتها جميع الدول المتصارعة حالياً.

وما يؤسف له ان هذه الاطراف لم تبالي لحجم الاضرار الجانبية التي اسفرت عنها الصراعات، ان استبعدت فكرة الحرب النووية المدمرة، فاقتصاديات الدول النامية ومستوى العيش فيها والاستقرار الامني والسياسي والاجتماعي، جميع اوضاع تأثرت ولا تزال بما يجري، الامر الذي يشكل بحد ذاته تهديدا شاملا لجميع سكان الارض.

لهذا تغتنم منظمة اللاعنف العالمية (المسلم الحر) مناسبة اليوم الدولي للعمل الانساني لتوجيه دعوة مفتوحة للهيئة العامة للأمم المتحدة للعمل على وقف ما يجري من انحدار غير مسبوق على الصعيد السياسي الدولي، والتحرك الجدي للحد من التحديات الجارية عبر التوسط والبحث عن حلول آنية لوقف الحرب الدولية في اوكرانيا، وحث اطرافها على الركون للحوار والمفاوضات وفق مبدأ عادل يضمن حقوق الشعوب والحكومات على حد سواء.

والله المستعان