بسم الله الرحمن الرحيم

 ياأيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم صدق الله العلي العظيم

اتفق المجتمع الدولي على تخصيص الحادي والعشرين من اذار/ مارس من كل عام يوماً دولياً للقضاء على التمييز العنصري، للتعبير عن تضامن كافة الدول في التصدي لهذه الممارسة اللاانسانية التي تزدري بعض البشر على خلفية الاختلاف العرقي او القومي او الديني او الثقافي.

اذ سادت في كثير من العصور التاريخية وحتى وقت قريب هذه الظاهرة العنصرية، مخلفة اشكالاً وصوراً بشعة لمعاناة من كانوا يستهدفون من خلال تلك الظاهرة.

وعلى الرغم من التمدن الحضاري الذي شهدته البشرية، وحزم القوانين والالتزامات التي كفلها المجتمع الدولي، لمواجهة التمييز العنصري والحد من الحيف الذي لحق بمن عانى من ذلك السلوك اللا اخلاقي، لا تزال بعض المجتمعات والافراد تشكو من تعرضها لتلك الانتهاكات التي تقف وراءها جهات عنصرية تؤمن بفكر منحرف ومريض.

ومما يؤسف له ان تبدر تلك الانتهاكات والخروقات عن دولا تتشح بشعارات الدفاع عن حقوق الانسان وتتبنى النهج الديمقراطي.

اذ تمثل سياسات الدول الاوروبية والولايات المتحدة ازاء دول وشعوب القارة السمراء تجلياً واضحاً لممارسة التمييز العنصري.

فلا تزال تلك الدول تنهج اسلوباً عنصرياً في التعامل مع قضايا الشعوب الافريقية وتنتهك حقوقهم التي شرعتها المنظمة الدولية والمجلس العالمي لحقوق الانسان.

اذ لا تزال الدول المتقدمة تنهب دون هوادة خيرات الدول الافريقية دون وجه حق، فضلا عن تمريرها لاجندات خبيثة مشبوهة تسفر عن ازمات كبرى وصراعات مسلحة وتردي كبير للوضع الانساني.

فعلى الرغم من مرور اكثر من عقد على تمرير اتفاقيات دولية تقضي بحق تعويض الدول الافريقية مادياً عن الاضرار الناجمة بسبب الاحتباس الحراري التي تسببت به المنشآت الصناعية الكبرى في اوروبا وامريكا، نجد ان تلك الدول تتملص عن الايفاء بتعهداتها، الامر الذي تسبب بتردي ملحوظ في المستوى الحقوقي، ونشوب صراعات ونزاعات بين الدول الافريقية ومجتمعاتها، الى جانب استمرار موجات النزوح التي تسببت في مقتل الالاف من ذو البشرة السوداء.

لذا تغتنم منظمة اللاعنف العالمية (المسلم الحر) هذه المناسبة للتنديد بالسياسات العنصرية التي تمارسها الدول الكبرى ازاء الشعوب الافريقية، مشددة على ضرورة تصحيح مسارها بما يوافق القوانين الدولية الراعية لحقوق الإنسان دون تمييز.