بسم الله الرحمن الرحيم

ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً صدق الله العلي العظيم

تعد ظاهرة الاختفاء القسري من ابشع واقسى انواع الجرائم التي ترتكب من قبل جماعات او افراد او انظمة حاكمة ازاء الابرياء، وهي قد تتجاوز بوقعها اعمال القتل و سواها من الاعمال التي تنتهك حقوق الانسان التي كفلتها اولاً الشرائع السماوية وثانياً الاعراف والقوانين الدولية.

ومما يثير القلق ان المئات من الافراد ممن اختفوا بشكل قسري في مناطق النزاعات المسلحة، او داخل الدول الاسبتدادية لا يزال مصيرهم مجهولا، خصوصاً مع اصرار وتعنت تلك الاطراف في غيها وعنادها.

وقد اجتاحت مناطق وبلدان الشرق الاوسط منذ سنوات هذه الظاهرة، وباتت سمة لازمت الاضطرابات السياسية والاعمال القتالية، مما أسفر عن اختفاء المئات من المدنيين وغيبوا قسراً.

اذ لا يزال المئات من النسوة العراقيات اللاتي ينتمين الى الديانة الايزيدية والطائفة الشيعية الى جانب عشرات الاطفال مجهولي المصير، عقب اجتياح تنظيم داعش الارهابي لمناطقهم، على الرغم من دحره منذ سنوات.

فلا يزال ذوي المفقودين يعانون الامرين بسبب تلك الفواجع التي المت بهم دون ان يكون هناك مسعى جاد لإنقاذهم.

وعلى جانب مواز للأمر، يعاني المئات ايضاً من الابرياء من هذه الظاهرة بسبب معارضتهم او ابداء احتجاجهم على السياسيات الديكتاتورية التي تنتهجها حكومات بلدانهم.

ان منظمة اللاعنف العالمية (المسلم الحر) اذ تشارك المجتمع الدولي احياء هذه المناسبة، تدعو المنظمات الحقوقية والانسانية كافة الى تكثيف الجهود والضغط بما هو مطلوب للكشف عن مصير المغيبين قسراً، والعمل على انصاف ذويهم عبر مؤازرتهم والمطالبة من الهيئات الحقوقية الدولية والحكومات الديمقراطية للتحرك الجاد والمثمر لحل هذه الاشكالية الخطيرة التي تواجه الابرياء.
والله ولي التوفيق