المسلم الحر: العالم الاسلامي باشد الحاجة الى الاعتبار بالمبعث النبوي الشريف ورسالة الاسلام الحقة

تحل على العالم الاسلامي هذه الايام ذكرى بالغة الاهمية وعزيزة على افئدة المسلمين قاطبة، لما لها من اعتبارات دينية واجتماعية ونفسية، كان لوقعها تاثيرا كبيرا في نشر رسالة الدين الاسلامي وبشارة اسهمت في تعزيز الايمان وتوثيق دلائله لدى المسلمين الاول من الصحابة والتابعين على حد سواء.

حيث كان للمبعث النبوي الشريف (حدثا وتفاعلا) دورا محوريا اسهم في ابراز الدعوة الى التوحيد وارساء ركائز الدين الاسلامي، في الوقت الذي كان بمثابة استهلالا بارزا لعظمة هذا الدين ومقام خاتم الرسل النبي الاكرم محمد صلوات الله وسلامة عليه وعلى آله وصحبة المنتجبين.

مما يجعل من اغتنام هذه الذكرى الكبيرة في العالمين العربي والاسلامي خطوة سديدة، وانعطافة موفقة بات البلدان والشعوب الاسلامية في امس الحاجة اليها في ظل الشتات والتبعثر والمظاهر السلبية الاليمة التي تعصف بها، والتي لم تذر شيئا او تدخر جهدا في ايقاع الاذى بالمسلمين اينما كانوا، بصورة مباشرة او غير مباشرة.

فكما يرى الجميع ان معظم الشعوب الاسلامية باتت تعيش حقبة حالكة، اخنلط فيها الحابل والنابل، في تخبط غير مسبوق تاريخيا، خصوصا على صعيد الحقوق والواجبات ومعايير السلم الاجتماعي، فيما طغت لغة الكراهية والاستعداء والتناحر بين المجتمعات والدول مثلمة تدمع العيون وتدمي القلوب، في نتيجة معروفة سلفا لنشر الفكر المتطرف والتعصب الذي كان ولا يزال اشد البعد عن الرسالة السماوية الاسلامية، وما تكتنفه هذه الذكرى المباركة من نعمة ويمن على العالم اجمع والشعوب الاسلامية على وجه التحديد.

فالشعوب المسلمة في اغلبها باتت تعيش انقسام حاد على الحكومات والانظمة السياسية التي تمسك بزمام السلطة، واصبحت معايير المواطنة او الانتماء الى الدين الاسلامي كعامل جامع ومشترك في الدول العربية والاسلامية ابعد ما يكون عن هاجس الفرد المسلم، يعزز ذلك البون الشاسع بين الفرد والحاكم، وفشل الاخير في تجسيد اجراءات تعزز من قيم الوحدة والتآخي والشعور بالمسؤولية الشرعية والقانونية ازاء الدولة او المجتمع.

في حين لعبت السياسات واجنداتها وسباق المصالح الفئوية والعرقية دورا اكثر خطورة في تقسيم المجتمعات المسلمة في كل دولة على حدة، او في الدولة الواحدة ايضا، في نتاج كارثي وخطايا كبرى تبلور عنها معطيات استهدفت اواصر الاخوة الاسلامية والانسانية.

ويسطر لنا التاريخ المعاصر الحديث للبلدان الاسلامية مآخذ عديدة كانت اسقاطاتها المزيد من الانقسام والعداء والتناحر تحت عناوين مختلفة، اقصت وبشكل متعمد العنوان الرئيسي للهوية الاسلامية، تبلورت على شكل احتراب فكري وسياسي وعسكري، كان وقوده المسلمين على مر هذه الفترة، لم تسثتني من براثنها اي بلد مسلم الا ما ندر.

كل ذلك يدعو وبشكل ملح الى مراجعة شاملة على كافة الاصعدة، السياسية والاجتماعية والاقتصادية والفكرية، تكون قادرة على وقف حالة التدهور المستمر للاوضاع الانسانية في بلدان العالم الاسلامي، والحد من التصعيد في الخلافات، والعمل على ابراز القتوات الجامعة بين المجتمعات الاسلامية.

ان العديد من الدول الاسلامية باتت في وضع خطير يستدعي الكف عن سياسة التمييز العنصري والطائفي، وارساء العدالة الاجتماعية داخل اوطانها، والتعامل بنوايا حسنة مع الاقليات المذهبية والفكرية.

اذ اسفرت سياسة التهميش والاقصاء والتفرد بالسلطة الى جانب تدهور العلاقات بين الانظمة الرسمية الحاكمة في العالم الاسلامي، وما تبلور من عداء بين بعض المجتمعات والاطياف الاسلامية، ادت كل تلك العناصر مجتمعة الى تدهور غير مسبوق في هذا العالم على كافة المستويات الانسانية، في حين تشهد بعض بلداننا حروبا وصراعات دموية غير مسبوقة.

فيما يبرز بين ذلك العداء الخطير بسبب تلك السياسات بين اتباع المذاهب الاسلامية، سيما المذهبيين الشيعي والسني السلفي، حيث تحول التكفير والتنكيل والغاء فكر الاخر سمة تلاحق الجميع، ولا يتنزه منها احد، ملحقة اسقاطات اجتماعية يشاهد العالم نتائجها بمرارة، حيث تعم الفوضى والدمار اجزاء شاسعة من اجزاءه بعد ان سيطرت عليها الجماعات التكفيرية والارهابية.

ان المنظمة تطلق دعوتها بشكل مباشر وصريح لجميع دول العالم الاسلامي، وعلى وجه الخصوص، ايران والسعودية وبلدان الخليج، كونها اصبحت اللاعب البارز في مشهد الاحداث، وتنعكس سياساتها الداخلية والخارجية على عموم مسلمي العالم.

اذ تضع النقاط التالية موضع الاطلاع والبحث والمراجعة على ان يثمر الاخذ بها نتائج ايجابية تحد من الاوضاع المتردية:

1-   على دول الخليج وايران اللجوء الى مصالحة ومصارحة شاملة تبعد خطر الاحتراب وتحل بدل عنها الثقة وسياسة حسن الجوار والاحترام المتبادل.

2-   اعادة ايران ودول الخليج النظر بسياساتها الداخلية وتطبيق مبادئ حقوق الانسان واحترام المعتقد وكفالة جميع الحقوق الاخرى والواجبات وفق مبدأ العدالة الانسانية.

3-   وضع خطط اصلاحية شاملة للاوضاع المعيشية والاقتصادية للافراد والمجتمعات على حد سواء.

4-  الوقف بشكل حازم وصادق امام جماعات العنف بكافة اشكالها والحد من اتساع دائرة خطرها، وتجفيف منابع الارهاب.

5-   ايجاد حل عادل وشامل للمحن التي تمر بها شعوب الدول المنهكة بالحروب مثل افغانستان وسوريا والعراق واليمن ومصر وليبيا.

6-   التعامل بشكل متساو مع جميع افراد المجتمعات الاسلامية والاقليات الدينية الاخرى.

7-   تنقيح المناهج الدراسية في مختلف بلدان العالم الاسلامي من شوائب الافكار المضللة والمنحرفة الداعية الى الكراهية بين البشر.

8-  الحد من برامج التسلح الكبيرة وتوفير تكاليفها في خطط التنمية والبناء والاعمار والاستثمار الاقتصادي في عموم بلدان العالم الاسلامي لما لذلك من جهد في الحد من البطالة والفقر.