دفعت التهديدات بالقتل اسرة الى ترك منزلها في بروكلين بنيويورك بعدما تبين ان واحدا من ابنائها، وهو من موظفي الاغاثة في الشرق الاوسط، تناول طعام الافطار مع ياسر عرفات بعدما حوصر في مقر الرئيس الفلسطيني في رام الله في عطلة نهاية الاسبوع الماضي. وذكر نوح شابيرو، شقيق الشاب الاميركي والمحامي في مانهاتن، انه ووالديه ستيوارت ودورين شابيرو، وهما مدرسان، فروا من منزلهم في شيبهيد باي الاحد الماضي ولجأوا الى منزل اصدقاء خارج الولاية. واضاف انه ما عاد يشعر بالامان في نيويورك بعد الان، رغم تكثيف الشرطة وجودها حول منزلهم. وقال «لا اعتقد انه يمكننا تقدير الخسائر العاطفية. ان الناس في نيويورك فسروا تصرفات شقيقي على انه ارهابي، ومساعد لعرفات. وذلك غير حقيقي».
وكان ادم شابيرو قد ذكر انه حوصر في مقر عرفات بعدما اقنع السلطات الاسرائيلية العسكرية بالسماح لسيارات الاسعاف بدخول المقر لعلاج الجرحى. وقال ان عرفات عرض عليه الافطار تعبيرا عن شكره. وقد بدأت التهديدات ضد العائلة بعد ان غادر آدم شابيرو مقر عرفات السبت الماضي. وتلقت الاسرة التهديدات عبر الهاتف والبريد الالكتروني. وانتشرت في بروكلين منشورات تطلب من الناس الاتصال برقم يحتوي على رسالة تدين ادم شابيرو كخائن للولايات المتحدة واليهود، وتقارنه بـ«الطالباني الاميركي» جون ووكر ليند وتطلب من والدي شابيرو استنكار ما فعله. بل ان التسجيل احتوى على عنوان منزل الاسرة.
وتضمن موقع على الانترنت معلومات شخصية عن اسرة شابيرو ودعوات لاتخاذ إجراءات ضدها. وذكر نوح شابيرو ان معظم الرسائل عبرت عن تمنيات بـ«موت عنيف» للاسرة بأكملها وان بعض الرسائل تضمنت كلمة «نأمل» بينما ورد في رسائل أخرى «سيحدث هذا لكم وسنجعله يحدث لكم». وقال نوح شابيرو ان الاسرة بعثت بكل الرسائل الى الشرطة التي تراقب هواتف الاسرة. ورفض متحدث باسم الشرطة التعليق، مشيرا الى اعتبارات امنية بالنسبة للاسرة. لكن ابرهام فوكمان المدير الوطني لرابطة مكافحة التشهير اكد اتصاله باجهزة تطبيق القانون باسم الاسرة وقال «هذا امر شرير وجاد. نحن نشعر بأنه امر يستحق التوبيخ لاستهداف اي شخص بسبب معتقداته ومواقفه، بغض النظر عما اذا كنا نرضى عن أفعاله ام لا».
وفي اتصال هاتفي معه في منزله في رام الله لم يصدق ادم شابيرو ما حدث لاسرته. وقال «هذا لا يعني انني لا اتفهم غضب الناس، لكني اعتقد انه قائم على الكراهية وليس على فهم متزن وعادل للموقف». ورفض آدم شابيرو البالغ من العمر 30 سنة المقارنة بينه وبين ليند المتهم بالتآمر مع طالبان، وقال انه يدين كل انواع العنف، مؤكدا ان جهوده هي من اجل خير المدنيين. واضاف «عملي هو مع الطريقة التي يعيش بها الفلسطينيون. اي انني ضللت الطريق لانني حوصرت في المقر الرئاسي».
وتجدر الاشارة الى ان اسرة شابيرو يهودية الا ان ادم ذكر انه لا يتبع اي دين. وقد اهتم بالسياسة في الشرق الاوسط في نهاية سنوات دراسته الجامعية في جامعة واشنطن في سانت لويس، حيث درس العلوم السياسية والتاريخ. وفي عام 1997 قضى بعض الوقت في اليمن يدرس اللغة الانجليزية ويشرف على رحلات سياحية للاميركيين، طبقا للمعلومات التي ادلى بها شقيقه، الذي اشار الى ان ادم عمل ايضا في برنامج «بذور السلام» وهو برنامج للشباب اليهودي والعربي يهدف الى تأكيد التسامح.