انهارت الحكومة الهولندية تحت وقع تقرير رسمي يحمل سياسيين فيها جانباً من المسؤولية عن عدم الحؤول دون مجزرة سريبرينيتشا، الأسوأ في حرب البوسنة.

حيث أعلن رئيس الوزراء فيم كوك (63 سنة) استقالة حكومته الائتلافية بعد اجتماع استثنائي استمر ثلاث ساعات، وهو كان يتولى هذا المنصب عام ،1995 عندما ارتكبت القوات الصربية مجزرة في حق نحو 7500 مسلم في جيب سريبرينيتشا الذي كان عند سقوطه رسميا “منطقة آمنة” تتبع الامم المتحدة وتخضع لحماية وحدة القبعات الزرق الهولندية.

وتسبب بالاستقالة تقرير رسمي أصدره المعهد الهولندي لوثائق الحرب في 10 نيسان واستغرق إعداده ست سنوات. وعلى رغم ان التقرير خفف مسؤولية الكتيبة الهولندية، إلا أنه اتهم السياسيين والعسكريين الكبار مباشرة بدفع الجنود الى “مهمة مستحيلة” من دون تزويدهم السلاح الكافي لحماية نحو 30 ألفاً من اللاجئين الذين فروا إلى القاعدة الهولندية عندما هجمت القوات الصربية على  سريبرينيتشا واحتلتها في 11 تموز 1995 مرتكبة مجازرها من غير أن تُطلق رصاصة عليها لوقف تقدمها. وساهم الجنود الهولنديون بطريقة غير مباشرة في عمليات التطهير العرقي من خلال مساعدة الصرب على تنظيم التهجير النهائي لآلاف المسلمين من المدينة.

وجاء في التقرير ان “الاعتبارات الانسانية والطموحات السياسية دفعت هولندا الى الدخول في مهمة غير محسوبة وغير قابلة للتحقيق عمليا” عام ،1993 وكان كوك في تلك الفترة نائبا لرئيس الوزراء الديموقراطي المسيحي رود لوبرز، وهو لم يُدر عمل الحكومة بما يكفي من الحزم والقوة قبيل سقوط الجيب