وهو ما يطلق عليه الفتور العاطفي بين الزوجين. مع مرور الايام والشهور والسنوات ومع ضغوط الحياة. وانشغال الزوج بأعماله والزوجة بمسؤوليات البيت والاولاد، تتسرب حالة الفتور بين الزوجين وتتغير مشاعرهما. وتختلف تصرفات كل منهما نحو الآخر ويصبح من الصعب الاستمرار في هذه العلاقة بالشكل الطبيعي وخاصة المرأة التي تمثل العاطفة اهم شيء في حياتها. والمنطقي أن مظاهر الفتور لتبدوا اكثر وضوحاً مع استمرار نمط الحياة كما هو ومع فقد حماس كل من الطرفين للآخر فقد تركت عملية التعود بصماتها على العلاقة فدخلت في مرحلة من الثبات والجمود تشبه النوم العميق وطالما وصل الامر إلى هذا الحد فلابد من تجديد العواطف وكسر الملل والروتين وهذا يلجأ البعض على الحصول على اجازة زوجية لاعادة النشاط والحيوية إلى العلاقة الاسرية ولاعادة ترتيب الاوراق من جديد هكذا يقول الباحثون في العلاقة الزوجية. ويقول باحث آخر: أن مسببات الفتور العاطفي كثيرة اهمها التعود واستمرار نمطية الحياة وغياب الفعل المؤثر الذي يحرّك المشاعر والاحاسيس بين الطرفين. تقول الدكتورة ريما الصباّن: طبيعة الحياة اليومية المشتركة وتواجد الزوجين معاً لفترات طويلة ومعرفة كل منهما للآخر تماماً اسباب تؤدي كلها إلى سقوط الحواجز فيما بينهما وبالتالي يصبح الآخر كالكتاب المفتوح امام صاحبه فيتبدد الخوف وتزول الرهبة ويتعامل كل طرف مع الاخر بلا مجاملة، ومن دون تحفظ ومع التعود بلا تحفظ تسقط كثير من الاشياء كالاحترام أو الخوف من جرح مشاعر الاخر ومن هنا تبدأ المشكلات ومن الطبيعي أن تمتد العلاقة إلى ابعد من هذا في ظل وجود الاولاد فتزداد ضغوط الحياة وتزداد المعاناة وتدخل عوامل اخرى لتغيّر من مسار العلاقة الزوجية بين الرجل والمرأة. تهتم الام بالانباء وتعطيهم جزء من عاطفتها وربما على حساب الرجل وهو امر طبيعي وليس اتهاماً للزوجة بالتقصير. وينشغل الزوج باللهاث من اجل توفير الحياة الكريمة لهم جميعاً. أيضاً العلاقة الثنائية بين الرجل والمرأة سوف تأخذ طابع الرتابة والملل كل شيء يتكرر كما هو في الوقت الذي غاب فيه الاستكشاف فلم يعد الزوج أو الزوجة قادراً على ايجاد الجديد في الاخر وبالتالي تضعف عوامل الجذب بينهما. ايضاً ضغوط المجتمع والحياة الخارجية تؤثر على الطرفين وقد يشعر كل منهما بعدم الحاجة إلى الاهتمام بالذات أو البحث عنها لانها ذابت في ذوات الاخرين ثم مع استمرار هذه الحالة وبعد فترة يتوقف كل منهما امام هذا المصير وربما تحدث ثورة داخلية أو خارجية وقد تصل إلى حد التمرد على الذات وعلى الغير. نحن نحتاج أن نعي المراحل النفسية التي نمر بها خلال فترات زواجنا وان نتوقف اذا وصلنا إلى حالة الملل ونحاول البحث عن اسباب المشكلة لان العلاقة اليومية والروتين يؤديان إلى الفتور العاطفي ونحتاج قليلاً إلى الابتعاد والتجديد فالمرأة دائماً تطالب الرجل أن يقول لها كلام عاطفي وهو مهم وضروري حتى بعد عشرين سنة من الزواج ليبقى له الوقع الجميل في نفس كل منهما. ويقول باحث آخر: انه لابد من تجديد الحياة الزوجية من فترة إلى أخرى ويكون ذلك من خلال اجازة تتيح لكل منهما مزيداً من التفاهم. ويؤكد باحث آخر. أن الفتور العاطفي سببه المعرفة الدقيقة من كل منهما للاخر حتى ادق التفاصيل فتتحول الحياة إلى عالم مفتوح أو خريطة مكتشفة والكلام للباحث والاكتشاف يذهب متعة الشعور بالجديد ويؤدي في كثير من الاحيان إلى الاحباط واذا لم ينتبه الزوجان إلى هذه الحقيقة سوف تصبح المعول الذي يهدّم علاقتهما اذ لم يعد هناك ما يجذب للاستمرار وبالتالي تتحول الحياة إلى عادة يومية فيفتر الاحساس بالاخر وتبـرد المشاعر تدريجياً. ويقول باحث آخر: وهو أقرب إلى الصواب من غيره في بعض الامور أن سبب الفتور العاطفي هو أن عدداً محدوداً من الناس يطبقّون ما جاء بشريعة الله وسنة رسوله (ص) بشأن الزواج. ثم تأثير الحياة المادية. كذلك غياب فهم اساسيات الزواج عند البعض دون الاغراق في تفاصيلها الانسانية والفكرية كذلك غياب الادراك الواعي لدور كل طرف في حياة الاسرة وتفاصيلها اليومية. كذلك بعض العوامل الاخرى كفارق السن والمستوى التعليمي واختلاف الجنسيات. والبعض الاخر يقول: لمعالجة الفتور العاطفي بين الزوجين لابد من اداخال مادة تختص بفن التعامل بين الزوجين ضمن المناهج الدراسية.

اقول: لا اعلم ماذا يقصد هؤلاء الباحثون. هل يطلبون من الازواج أن يخلقوا لانفسهم مشاكل كي يتصالحوا ثانية؟. وهل هذا في نظرهم حل لائق لان تتجدد الحياة الزوجية؟ أم الأخر كانه يطلب من الزوج والزوجة أن يضع لعواطفه خطه خمسية أو عشرية على اغرار الخطط الاقتصادية لما يتوقع من فترة البقاء مع شريكه الاخر. ويقّسم عواطفه كل خمس سنوات مجموعة كي لا تنفذ في فترة محددة ومن ثم يحصل الفتور ويكون سبب الانفصال وكما يصفه بعضهم بكتاب مفتوح أو خريطة مكتشفة وكأنه أصبح التفاهم والصراحة بين الزوجين جريمة عقوبتها الانفعال. أو خطأ لا يمكن اصلاحه بل الانكى من هذا يصفه احدهم بأنه المعول الذي يهدّم العلاقة الزوجية. ثم انه ما هذه الاجازة الزوجية. هل يتم الاتفاق عند عقد الزواج على منح الطرفين اجازة لمدة 6 اشهر لكل خمس سنوات مثلاً لكسر الملل والروتين. وما معنى الملل في العلاقة الزوجية التي وصفها الله تبارك وتعالى بالسكن حيث قال (ومن آياته أن خلق لكم من انفسكم ازواجاً لتسكنوا اليها) الروم 30 ثم الباحث الذي يقول تواجد الزوجين لفترة طويلة معاً يؤدي إلى تبدد الخوف وزوال الرهبة والتعامل بدون مجاملة وسقوط الاحتدام. أولاً لابد أن تعرف ما هي العلاقة الزوجية في نظر هذا الباحث ومن أين جاء بأن استمرار العلاقة يأتي بالخوف والارهاب. وهل التعامل على أساس الخوف والارهاب يؤدي إلى الاحترام كي يخشى عليها الباحث من الفقدان والشيء الملفت للنظر أن بعض الباحثين يجعل من المشاعر والاحاسيس في العلاقة الزوجية شيء مادي يمكن أن ينفذ وبالتالي تنعدم الفائدة منه. يبدوا أن الجميع قد اغفل عن اهم الاسباب وهو الابتعاد عن الشريعة. كتاب الله وسنة الرسول (ص) وكأن التاريخ لم يرد لنا ولم يحدثنا عن نساء خالدات في الاسلام كخديجة الكبـرى ام المؤمنين سلام الله عليها فقد كانت نعم المرأة المطيعة لزوجها طيلة حياتها حتى ارتحلت روحها إلى الرفيق الاعلى وبالمقابل بادلها الرسول (ص) الوفاء لها. ولم يتزوج عليها في حياتها اجلالاً واكراماً لها. ولم نسمع أو نقرأ انه حصل خلاف بينهما مع العلم أن البعض يقول أن من اسباب الفتور العاطفي فارق السن بين الزوجين وواقع الحال يقول أن السيدة خديجة سلام الله عليها تكبـر الرسول (ص) بـ (20 سنة) أيضاً الزهراء سلام الله عليها بنت رسول الله (ص) كانت نعم الام والزوجة كيف لا وهي سيدة نساء العالمين. وقصة المرأة التي جاءت إلى الرسول (ص) وقالت له يا رسول الله أن الرجال يدخلون الجنة بجهادهم. فكيف لنا أن ندخل الجنة قال لها (ص) (بحسن التبعّل) وواقع الحال انها كانت تقصد بالجهاد الاصغر لان الجهاد الاكبـر يشترك به الرجل والمرأة معاً. فحسن التبعّل هو مقابل الجهاد في سبيل الله وهو الطريق إلى الجنة فاذا كانت المرأة ترى هدفها وتعرف الطريق للوصول اليه لماذا لا تصل؟ وهل هناك ما يمنعها للوصول اليه. فاذا سلكت هذا الطريق. اين هو الفتور الاسري ولماذا طلب الاجازة كما يطالب به البعض وكأن العلاقة بين الزوج وزوجيه كعلاقة الموضف بـرب العمل. والاسلام كذلك أوصى الرجل بالمرأة كما قال رسول الله (ص) (المرأة ريحانة وليست وليست قهرمانة) (اوصيكم بالضعيفين) ويقصد المرأة  والطفل اذاً الاسلام كتاب الله وسنة نبيه (ص) وسيره الأئمة (ع) هو العلاج وحيث وجد هذا اختفى الفتور والعكس بالعكس

نزار الموسوي