لنقول كيف ولماذا اصابنا ما اصابنا، علينا ان نستند الى وثائق رسمية يمكن الاعتماد عليها، ومنها اقوال رؤساء الدول التي تنادى باسم الاسلام والعروبة.

وهذه مصر، يعتقد رئيس وزرائها انها اقوى دولة عربية، وزعيمة العرب، وهو يؤكد فشل السياسات التي حكمت الدول الاسلامية جميعها.

لنقرأ جريدة النهار البيروتية في تاريخ 25/4/2002 وفيها:

سأل مراسل صحيفة “الاتحاد” الاماراتية رئيس الوزراء المصري السيد عاطف عبيد: لماذا لم تتخذ مصر، وهي اقوى دولة عربية، تدابير ردا  على الهجوم العسكري الاسرائيلي على الفلسطينيين، فاجاب: “اذا اردت ان تتحرك وان تكون جاهزا لمواجهة التحديات لا بد ان تكون لديك مئة مليار دولار.!!

وسأله الصحافي: “لماذا لا تقوم مصر على الاقل بطرد السفير الاسرائيلي”، فاجابه:” قلت لك نريد مئة مليار دولار(…)

ثم اضاف( رئيس اقوى دولة عربية و زعيمة العرب!!): اجعل العالم العربي يضع مئة مليار دولار من الاموال العربية الموجودة في العالم ويقولون هذه موازنة مواجهة. تفضلي يا مصر يا زعيمة العرب هذه الموازنة تحت امرك تفضلي ابدئي المواجهة”.

وعن امكان تدخل مصر عسكريا اذا اقدمت اسرائيل على مهاجمة سوريا او لبنان، قال: “انس موضوع التدخل العسكري (…) انسه تماما فمصر تستطيع ان تدافع عن نفسها، اما ان نخرج الجيش المصري خارج حدود مصر فلا”. ولفت الى ان كل الدول العربية لا تستطيع التدخل عسكريا الان. وأكد ان مصر تحملت اكثر من اي دولة عربية اخرى نتيجة الصراع العربي – الاسرائيلي وان السياسة الخارجية لمصر في هذا المجال يحكمها العقل والحكمة وليس الانفعال.

ونرجع لنؤكد:

اولا: ان سياسة الانفعال التي يؤكد الرئيس المحترم على تركها، هي التي (ربما) اوصلتنا الى الهاوية.

لنقرأ التاريخ والصراع العربي الاسرائيلي وموقف مصر منها وهتافات الرئيس جمال عبد الناصر و…

ثانيا: من الذي فك الربط بين اسلامية القضية الفلسطينية  واعتبرها قضية عربية، ومن ثم ترك الشعب الفلسطيني ينادي بالارض لابالدين والقضية؟

ولو جردنا القدسية من القضية فما اهمية الارض؟

ولذلك، فالمقترح الموجود هو توسيع القدس اولا، ومن ثم تسمية قرية صغيرة باسم القدس، ولتكن هي العاصمة العربية للقدس!! وبيد الفلسطينين.

فالكيان العربي اصبح غير قادر على التنفس لولا الدعم، والدعم امر مستحيل ويحتاج الى اجماع ، وهو ايضا مستحيل(بناءا على مانراه على ارض الواقع) فاذاً لاتنفس ولاحياة ولا… والموت اولى من ركوب العار.

وكل ما اصابنا لأننا تركنا الاسلام الذي كان سيد الموقف في كل قضية بمواقفه العقلانية، لا الانفعالية، كما قال جناب الرئيس حفظه الله.

محمد تقي باقر

25/4/2002

واشنطن