نشرت جريدة “صنداي تايمز” اللندنية في عددها الصادر يوم 10 آذار الجاري مجملا سيرة ارييل شارون، رئيس الحكومة الاسرائيلية، تحت عنوان “العسكري الذي اطلق العفريت من القمقم”، هذه ترجمة اهم ماجاء فيه:

ولد ارييل (أي بالعبرية: اسد الرب) عام 1928 وكان ابوه مهندساً زراعياً وامه طالبة طب. خبرته الباكرة في شؤون الجاليات اليهودية عام 1930 مهرت شخصيته ومستقبله بطابع العنف. في الثالثة عشرة اعطاه والده خنجراً. ويقول شارون “كان الخنجر رمزاً لحماية انفسنا من اعدائنا وكان ذلك درسا لي لن انساه”. انخرط شارون في فرقة “غادنا” للاحداث شبه العسكرية قبل ان ينضم الى عصابة “هاغاناه” السرية. وعند ولادة دولة اسرائيل عام 1948 اكتسب فنونه الحربية في الوحدة 101 (Unit 101) الرديئة السمعة والتي صارت في ما بعد فرقة الكوماندو التي شنت هجمات في الضفة الغربية. عام 1953 قاد هجوماً انتقامياً على قرية فلسطينية فاغتال رجاله 69 مدنياً، وقد اسدل الستار على هذه الحادثة لتفادي احتجاجات دولية لكن العملية ادت الى سلسلة طويلة من الاعمال الانتقامية عبر الحدود. وبعد تعيينه قائداً لفرقة مدرعة في حرب الايام الستة اسندت اليه عام 1971 مهمة اخراج المقاومة الفلسطينية من قطاع غزة فانجز المهمة بصرامة معتمداً سياسة “اطلق النار لكي تقتل” مما لم يسبق له مثيل وجعل سكان غزة لا يجرؤون على ايواء احد من افراد المقاومة طوال 15 عاماً اخرى. وفي حرب 1973 اشيد بمخططاته المرتجلة حين باتت اسرائيل مهددة واتهم شارون رؤساءه بالجبن وعدم الكفاية فقاد عملية اجتياز قناة السويس، الامر الذي جعل مصر تطلب وقف اطلاق النار.

وعندما رفض الجيش ترقيته الى رتبة اعلى انصرف الى السياسة، ولما اصبح وزيراً للدفاع خطط لحرب لبنان التي اثرت كثيراً في مستقبله السياسي وتركت الجنود الاسرائيليين عرضة لهجمات انتقامية، ثم تورط في حرب اهلية اسفرت عن مقتل 20 الف شخص. وتلوثت سمعة اسرائيل اكثر من ذلك بمذابح مخيمات اللاجئين فاجري تحقيق اسفر عن اعتبار شارون غير ذي مسؤولية مباشرة الا انه مسؤول عن عدم الحيلولة دون حصول المجزرة، فاستقال عام .1983 وبعد ذلك تقلد مناصب وزارية في الزراعة والاسكان والبنى التحتية والخارجية فقام خلالها بتأسيس مستوطنات جديدة في الاراضي المحتلة، وكان يقول: “احتلوا تلالاً جديدة اذ كل ما نضع يدنا عليه يصبح لنا وكل ما لا نمسكه يصبح في ايديهم”. اما الآن فإنه يحرص على التخفيف من حرارة اعماله وعلى السعي الى وقف لاطلاق النار قبل حلول عيد الفصح عند اليهود بعد اسبوعين، وقد تخلى للمرة الاولى عن اصراره على اسبوع من الهدوء التام قبل الدخول في مفاوضات مع الفلسطينيين.

ربما تكون الجرّافة قد اكتشفت اخيراً الجهاز الذي يمكنها من الرجوع الى الوراء