الاسئلة:

1 – ما هو رأي الإسلام حول العنف؟

2 – كيف ينظر الإسلام إلى الرأي الآخر؟

3 – يقول البعض بخروج الإمام المهدي (عج) بالسيف.  ما هو المراد من السيف وكيف تفسرونه؟

4 – كيف يمكن توحيد الأمة الإسلامية مع وجود الاختلاف في الآراء الفقهية والفتاوى؟

الاجوبة:

ج 1 : أن بناء الإسلام وأساسه على عدم الاكراه والاجتناب عن العنف كما يشير اليه قوله تعالى (لا أكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي ) ويرشد إليه قوله عز اسمه:(ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والمواعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن) إلى غيرهما من الأيات , كما أنه جاء في الحديث النبوي الشريف ( بعثت لاتمم مكارم الأخلاق ) وفي مواضع متعددة من الحاديث قد أكد على أنه ليس الدين الا الحب , وهذا امر واضح فإن الأساس في رشد الدين والاقبال اليه هو رغبة الناس فيه وحبهم له وطاعتهم القلبية له وهذا هو سيرة الأنبياء والأئمة عليهم السلام والعلماء الابرار فأنهم كانوا حاكمين على القلوب  قبل أن يكونوا متسلطين على الابدان والإسلام لا يقارب من الاكراه ولا يلجأ إلى العنف….

و كيف يكون الإسلام دين العنف وهو الرحمة و العفو والمودة والشفقة وهو يدعو إلى هذه كلها, وكيف يقبل العنف ويبتني عليه وله السبيل الإقوم والحكمة البالغة والحجة الظاهرة ولله المثل الإعلى واليه يصعد الكلم الطيب وهو الهادي إلى السبيل إما شاكرا وإما كفورا, والرسول الاعظم (ص) هو البشير النذير و ليس عليهم بمصيطر ولا بوكيل إلا للتي هي أحسن كما أن هذا القرآن لا يهدي إلا باللتي  هي أقوم , وهذا هو الإسلام يعرف الإسلام بأنه موجود مختار ذو إرادة ويؤكد على أن الله تعالى ذو رحمة واسعة ومغفرة شاملة , تواب, ستار وهاب وهو رب جميل ذوفضل وانعام.

ج 2 – النظر الديني في مواجهة الأقوال المختلفة وآراء الآخرين هو ما يستفاد بوضوح من مثل قوله تعالى (فبشر عبادي الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه اولئك الذين هديهم الله وأولئك هم أولو الألباب) والكريمة الأخرى المشيرة إلى العلة في عدم انفضاض الناس من حول الرسول الإعظم (ص) وامره(ص) بالعفو عنهم والاستغفار لهم واتخاذهم كمشاورين في الأمر وهي قوله تعالى ( فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لا نفضوا من حولك فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الأمر فإذا عزمت فتوكل على الله أن الله يحب المتوكلين ) . كما يوحي إليه بل يصرخ به قوله تعالى ( وأمر هم شورى بينهم ) وهذا هو سيرة علمائنا الإبرار في الجامعات الدينية والحوزات العلمية والمعاهد الدراسية كما يشهد له الكتب المؤلفة في شتى العلوم الإسلامية منذ القرون الإسلامية الأولى في بساطتها إلى يومنا هذا في نطاقها الواسع وجذورها العميقة.

ج 3 – التعبير الوارد في المصادر الدينية والروائية بان المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف يخرج بالسيف يمكن أن يكون مشيراُ إلى تسلحه باحسن سلاح موجود في زمان خروجه, و يمكن أن يكون مؤكداُ على أنه (ع) على الرغم من وجود اجهزة عسكرية متقدمة فأنه (ع) يخرج بالسيف فقط و لا يحتاج إلى غيره . كما ان التعبير به يمكن أن يرشدنا إلى أنه لابد هناك من بعض المنازعات الدموية والحاجة إلى الجهاد ضد أئمة الكفر الذين يصدون عن سبيل الله ولا يدخول في صفوف عامة الناس بل يواجهون المهدي (عج) بالسلاح ويقومون بالحرب ضده كما هو سنة النبي (ص) وذلك كله وما يتوسل به المهدي (عج) في مواجهة العدو إنما هو لاعلاء كلمة الحق ولا غير وعلى كل حال هذا التعبير لا يعني إنه (ع) لا يعرف إلا السيف ولا يقدم إلا بالسيف ولا يرغب الناس في دعوته إلا بالسيف كما أنه نؤكد على أن الخروج بالسيف لا يعني انه (ع) يقوم – نعوذ بالله من هذه الكلمة – بسفك الدماء و قتل الناس كما ينشره الاعلام العالمي وبعض الابواق الاستكبارية ويقبله أو يؤيده بعض الجهلة من المنتحلين إلى الدين الإسلامي فإن هذه كلها مخالفة لسيرة الرسول والكتاب.

ج 4 – هذا من طبيعة العلم أن يختلف في مسائل وتعدد الآراء في مختلف اقسامه ومنها علم الفقه واصدار الفتوى الشرعي وهذا نفسه لا يضر بتوحيد الكلمة ووحدة الأمة الإسلامية فإن الاختلاف في بعض الفروع الفقهية أو غيرها من العلوم يوجب التعمق في الفقه أكثر فاكثر والوصول إلى آراء جديدة فإن حياة الفقه كغيره من العلوم والفنون تدور حول الدراسة والتعمق وادار الأراء والفتاوى لكن في اطار خاص محدد وعلى موازين موجودة في الاستنباط والاجتهاد. إلى مالها من الفوائدو المنتجات وهذا امر واضح لا يحتاج إلى مزيد توضيح في هذا المجال المحدود. وجدير بالذكر أن هذا الاختلاف يرجع إلى بعض الفروع الفقهية و الاحكام الشرعية الجزئية التي تقبل الاجتهاد والآراء لا الاصول المتفق عليها و الاحكام الكلية التي لا كلام فيها, وواضح أن وحدة الأمة الإسلامية تهدد من نواحي شتى ونفس الاختلاف في الفتوى لا تعد فيها عدا, وتوحيد الكلمة يمنعه موانع اخرى ايجابية وسلبية يجب الجهاد والاجتهاد لرفعها أو دفعها و الاساس فيها الشيطان والنفس والكفر والاستكبار العالمي عصمنا الله وأياكم من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا و مما يدسه العدو فيما بيننا من العداوة والبغضاء والعصبية العمياء.