من مقال للاستاذ ناجي عباس

كنت صاعد بتكسي رايح لبغداد ذات يوم من سنة ألفين وسته وقريب من ناحية الوحدة امسكتنا سيطرة لشركاء الوطن كان ها مجاهدون واعلام اسلامية سوداء وكنت جالسا بالصحن الخلفي لسيارة دولفين وبجنبي معمم شيعي بعمامة بيضاء من اهالي الشطره .
حين توقفت السيارة خرج لنا جماعة من اخوتنا في الوطن وكان بينهم رجل بجدائل طويلة ولحية كثة وطويلة تكاد تغطي وجهه وبيده سكين كبيرة بعرض تقارب العشرة سانتمترات وطول نصف متر.
ادخل راسه الى السيارة وقال واحد واحد يشتم علي ابن ابي طالب يلا تطلعون.
ابتدأ بالسائق الذي اقذع بالشتيمه لعلي وذو الجدائل يبتسم فرحا ثم للذي بجنبه فشتم علي حتى وصل لي فشتمت علي ولن اغفرها لنفسي تلك الشتيمة.
وصل للمعمم الذي يجلس بجنبي فابى وقال له تخسه ما اشتم مولاي ثم اضاف المعمم قائلا : السلام عليكم مولاي ابا الحسن مابقيت وبقي الليل والنهار فماهي الا لحظة حين ظل المعمم بلا راس اذ مد ذو الجدائل وهو يكبّر سكينته الطويلة الى راس الرجل وهو قاعد بالسيارة واستل رأسه بلمح البصر ، اخذ الرأس معه ثم قام صائحا بالسائق تحرك يلا امشوا بسرعه فتحركت السيارة .
لكن الموقف الذي يخيفني للان ان الجثة ظلت بلا رأس لكن يديه بقيت تشبك بيدي اكثر من خمس دقائق.
تارة تفرك بيديا وتارة يشدّهما اليه كأنه يوصيني وهو بلا رأس، يديه ورجلاه تتحركان وتمسكاني وهو بلا راس لاكثر من خمسة دقايق
كم كرهت…. الذي كنت اسمع اسمه يردده ذو الجدائل بكثرة ويكبّر له ، .
وكم كنت ابكي حين هجع المعمم عن الحركة
ابكي دمعة ندما لاني شتمت مولاي ابا الحسن
ودمعة لهذا المسكين الذي كان شهيد حبه لعلي

*المشكلة آنه بيومها من الناصرية لقريب بغداد ماكنت احترم الرجل المعمم الذي يجلس جنبي وكنت شبعان قرف منه واتكبر عليه عود على اساس آنه علماني وقاريلي خمس كتب وما لازم احترم رجل دين لحد ماذبحوه فعرفت انه اكثر ثقافة مني واكتر انسانية مني واعظم درجة في العلم مني واكثر نبلا واخلاصا لما يؤمن به مني .

نشرناها حتى تكف بعض النماذج المدفوعة الثمن من التسقيط بحق رجال الدين .