لطالما اقترن التسامح بالعدالة الاجتماعية والازدهار والرقي في المجتمعات والشعوب، واصبح صبغة إنسانية للشعوب التي ترمي إلى الأمن والاستقرار والتنمية.

فالتسامح سلوكاً ونهجاً أحد مفاتيح السعادة للأفراد والمجتمعات على حد سواء، وثقافة أن اشيعت في الأوساط لباتت تنعم بالسلم والحقوق المضمونة، كون هذا المبدأ يقطع الطريق على كافة أوجه العنف والتطرف والظلم بجميع أشكاله، ويضمن الرخاء الاجتماعي والاقتصادي بين الشعوب والامم.

وقد اتخذ المجتمع الدولي السادس عشر من تشرين الثاني/نوفمبر كل عام يوماً عالمياً للتسامح، نظرياً لأهمية هذا السلوك على الصعيد البشري، باعتباره ضرورة تكفل عدم انتهاك الحقوق الإنسانية، وتسهم في ديمومة السلم الاجتماعي.

فيما تجد منظمة اللاعنف العالمية (المسلم الحر) في التسامح ضالة الشعوب المنكوبة، خصوصاً شعوب بلدان العالم النامي، كون ما يجري من صراعات معنوية ومادية في أكثر من بقعة ودولة، تعكس بوضوح حجم الأزمة التي تبلورت بعد تنامي التطرف والاستبداد والاستئثار بالسلطة وسواها من الاعمال التي ترتقي إلى مصاف الانتهاكات الجسيمة، في دليل بين يظهر غياب التسامح بين افراد المجتمعات تارة، وبين الشعوب و قياداتها السياسية تارة أخرى، الأمر الذي يستوجب تكثيف الجهود لمواجهة الظواهر والسلوكيات السلبية بالمبادئ الإنسانية النبيلة التي يمثل التسامح أبرز مقوماتها.

لذا تغتنم المنظمة هذه المناسبة لدعوة كافة النظم السياسية والقيادات الرسمية في العالمين العربي والإسلامي إلى ضرورة استثمار هذا اليوم العالمي لما يمثله من سمو فكري وانساني، وذلك عبر اجراءات وقرارات تشيع التسامح بين أفراد شعوبها، كاطلاق سراح المعتقلين على خلفيات سياسية، وإتاحة هامش من الحريات المقبولة كحق التعبير والاختلاف والمعارضة السلمية، وسواها من الإجراءات كتعبير عن حسن النوايا تسهم بشكل فاعل باشاعة ثقافة التسامح داخل بلدانها.

كما تطالب في الوقت ذاته كافة التيارات والجهات الفكرية والثقافية لنبذ التطرف بكافة أشكاله ونشر التسامح كمبدأ يثبت أن اختلاف الآراء لا يفسد بالود قضية.

والله ولي السداد والتوفيق