وظف العلم الذي توصلت إليه البشرية على مدى الدهر في سبيل خدمة الإنسان والارتقاء بطرق رفاهيته وراحته وازدهاره، في نمط يوازي التطور المتصاعد فكرياً واجتماعياً، حتى باتت المعرفة والعلوم ميزة مكنت بني البشر الوصول لغايات كانت ابعد ما تكون عنهم قبل قرون قليلة ماضية.

إذ استطاع الإنسان بقدر ما يمتلكه من معرفة وعلمية توفير العديد من مقومات العيش الرغيد إلى جانب اتقاء الكوارث الطبيعية والأوبئة التي كانت تفتك به حتى عهد قريب، فبات العلم درعاً للإنسان يدفع به ما يواجهه من مخاطر ووسيلة لتأمين أفضل سبل الحياة الكريمة.

ولكن مع الاسف وظف العلم في مجالات خطيرة يدركها الجميع من قبيل صناعة الأسلحة الفتاكة النووية أو البايلوجية أو كيميائية، أسفرت في الكثير من الأحيان عن تدمير شديد لكافة أشكال الحياة التي تصل إليها خلال النزاعات المسلحة والحروب العسكرية.

فبات العلم والمعرفة في بعض الأوقات سلاح ذو حدين، يمكن ويهدد بقاء الإنسان، خصوصاً عندما تقع تلك المعرفة في أيدي غير مسؤولة لا تكترث لأمن الحياة وسلامتها، كلفت البشرية خسائر فادحة لا تزال بعض الشعوب تشكو آثارها.

وحيث يحيي المجتمع الدولي في العاشر من تشرين الثاني/ نوفمبر اليوم العالمي للعلم لصالح السلم والتنمية، تدعو منظمة اللاعنف العالمية كافة الأنظمة السياسية والمؤسسات الدولية إلى ترسيخ مصطلح هذا اليوم العالمي وتوظيف اتفاقياته ذات الصلة، وفق مبدأ إنساني هادف للسلم والازدهار العالمي، أملا في مواجهة التحديات الطبيعية التي تعوق دون تحقيق تلك الأهداف السامية، والعمل بجد لتوظيف المعرفة في سبيل إنقاذ الشعوب وارتقائها لمصاف العيش الكريم والحقوق المتمثلة بالأمن والحرية والتنمية في مختلف شؤون الحياة.

داعية في هذه المناسبة إتاحة العلوم الإنسانية المتطورة أمام كافة الشعوب المنكوبة التي تتوق لمستقبل أفضل وعيش كريم، بعيدا عن وسائل الدمار والتقنيات التي توظف بصناعة أسلحة الدمار والموت بكافة عناوينها.

والله ولي التوفيق