اهتم رسول اللاعنف p بنشر الدعوة المحمدية والشريعة الغراء وتبليغ أحكامها وفروضها وكان يأمر الولاة والحكام بأمور، أهمها ما ذكر في وصية زودها الى معاذ بن جبل والزمه بها. جاء في البيان الرسولي: يا معاذ، علمهم كتاب الله وأحسن او بهم على الاخلاق الصالحة، وأنزل الناس منازلهم.

وانفذ فيهم أمر الله.

ولا تحاش في امره ولا ماله احداً، فانها ليست بولايتك لا مالك.

وادّلهم الامانة في كل قليل وكثير.

وعليك بالرفق والعفو في غير ترك للحق. يقول الجاهل: قد تركت من حق الله.

وأعتذر الى أهل عملك من كل أمر خشية ان يقع اليك منه عيب حتى يعذروك.

وأمت أمر الجاهلية إلا ما سنّه الاسلام.

وأظهر أمر الاسلام كله، صغيره وكبيره.

وليكن أكثر همك الصلاة، فانها رأس الاسلام بعد الاقرار بالدين.

وذكّر الناس بالله واليوم الآخر واتبع الموعظة، فانه أقوى لهم على العمل بما يحب الله.

ثم بث فيهم المعلمين.

واعبد الله الذي اليه ترجع.

ولا تخف في الله لومة لائم.

وأوصيك بتقوى الله، وصدق الحديث، والوفاء بالعهد، وأداء الامانة، وترك الخيانة، ولين الكلام، وبذل السلام، وحفظ الجار، ورحمة اليتيم، وحسن العمل، وقصر الامل، وحب الآخرة، والجزع من الحساب، ولزوم الايمان، والفقه في القرآن، وكظم الغيظ، وحفظ الجناح، واياك ان تشتم مسلماً، او تطيع آثماً، او تعصي امامك عادلاً، او تكذب صادقاً، او تصدق كاذباً.

واذكر ربك عند كل شجر وحجر. واحدث لكل ذنب توبة السر بالسر والعلانية بالعلانية([1]).

وفي هذا البيان ما لو طبقها الحكام والامراء على حياتهم وشعوبهم لكانوا من ارقى الامم والشعوب، ولسادت الرفاهية والخير في مجتمعاتهم. وهي باختصار:

الصدق في الحديث وتجنب الكذب.

الوفاء بالعهود والوعود.

اداء الامانة الى اهلها.

التجنب عن الخيانة حملة وتفصيلاً.

لين الكلام، وحسن العشرة مع الرعية.

الحفاظ على حقوق الجوار والبر واداء المعروف.

الحنان والرفق بالايتام والعطف عليهم.

الاتيان بأحسن الاعمال المقربة الى الله سبحانه وتعالى.

التفقه والتدبر في كتاب الله ومعرفة احكامه.

كظم الغيظ والتحكم بالحلم.

عدم التكبر دائماً.

حفظ الجناح للقاعدة.

التجنب عن الشتائم والسب.

عدم الاتصال بأهل الاثم والجور.

الطاعة لله ولامام عادل.

عدم تكذيب المتصف بالصدق، بل وتصديق من اتصف بالكذب!!.

وعلى الله سبحانه الاتكال.

[1] )) تحف العقول: ص 25.