مقتبس من مقال

ذات يوم فقد كل الأطفال من ساحة الشهداء و ساحة البرج و جانب الريفولي و شارع المصارف و درج خان البيض و محيط سينما الروكسي و الامبير و الاوبرا .
و تم اختطاف كل الاطفال من بائعي العلكة و اليانصيب و ماسحي الأحذية و بائعي الورد و اكياس الورق من الحفاة و الشحادين و المتسولين الفقراء .
فدب الذعر و الهلع في نفوس اهاليهم . و بدأت الاتصالات و التبليغات عن فقدانهم تتوالى . و اذا بخاطف الأطفال هو وزير الدفاع الوطني آنذاك رشيد بيضون . اخذ حوالي ٤٠٠ طفلا . اشترى لهم الثياب و الاحذية و كل مايلزمهم .
و وضعهم في المدرسة العاملية الابتدائية في رأس النبع التي اسسها لاستقبالهم و تعليمهم على نفقته الخاصة . و اتصل باهاليهم و قال لهم : انا اتكفل بتعليمهم جميعا و ادفع لهم مصاريف عيشهم من اكل و ملبس و صحة . و كل يوم سبت سادفع مساعدات للاهل تعادل ما كانوا يجنونه من عملهم .
و بعد مدة تخرج غالبيتهم من المدرسة العاملية بشهادة البكالوريا . و ارسل القسم الاكبر منهم إلى ألمانيا و فرنسا و اوربا لمتابعة دراساتهم الجامعية .
و اسس أول صرح علمي في بيروت يضم كل الطوائف .
و كان خاطف الأطفال هذا الذي لم يرزق اطفالاً قد حقق اول إنجاز تربوي في لبنان غير طائفي .
ما لا تعرفه عن رشيد يوسف بيضون الوزير و النائب و المثقف . انه هو خاطف الاطفال و مؤسس الجمعية الخيرية العاملية في لبنان .