بسم الله الرحمن الرحيم

وَأَطِيعُوا اللهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللهَ مَعَ الصَّابِرِينَ (الأنفال/46) صدق الله العلي العظيم

تترقب معظم شعوب دول مجلس التعاون ، انعقاد قمة الكويت بعيون يحذوها  الأمل أن تبدر انفراجه حقيقية للأزمة الحالية بين قطر والدول المقاطعة لها، تلك الأزمة السياسية التي انعكست سلباً على الكثير بمنحى اجتماعي واقتصادي، وباتت منفذاً للعداء والكراهية، والتدخلات الخارجية في الشؤون العربية الخليجية الخاصة.

إذ تعوّل هذه الشعوب، ذات المصير المشترك الواحد، على مدى المسؤولية والعقلانية التي يتحلى بها قادة دول الخليج، لوضع حد للمعاناة والمحاذير التي تعصف بالمنطقة، بشكل عام والدول الخليجية بشكل خاص، سيما أن العديد من التحديات والإشكاليات الخطيرة لا تزال مستمرة في القفز على المشهد العام للوضع برمته، وترفع وتيرة التهديدات الجدية لسلامة هذه الأوطان دون تمييز.

فيما لا تزال العديد من الملفات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، تقيّد بشكل جلي استقرار بعض دول الخليج، دون وجود رؤية في أفق الحلول، وتشكو الكثير من المجتمعات من التهميش والإقصاء، وتردي المستوى المعيشي في بعضها، الأمر الذي يستدعي الالتفات الى تلك الملفات، وإحياء برامج التنمية والتعاون فيما بين الدول المتخاصمة، للحد من تفاقمها وانحدارها الى درجات بالغة التعقيد.

أيها القادة، إن شعوبكم في أمّسِ الحاجة الى الحكم الرشيد للتعامل مع الازمات، وتراهن على حسن تدبير الأمور في الشؤون الداخلية والخارجية، للارتقاء بأوضاعها الى  مصافّ الشعوب المنعمة بالاستقرار، خصوصاً  وأن الله قد أنعَمَ على بلدانكم بالثروات الطبيعية الكبيرة.

لذا تدعوكم منظمة اللاعنف العالمية (المسلم الحر) الى التماس لغة الأخوّة، والبحث في المصالح المشتركة لشعوبكم، بعيداً عن التخوين والتآمر، وتأجيج الصراعات السياسية أو المقاطعات بين الأخ وأخيه، ففي النهاية جميعكم من عرقٍ واحد، وأرضٍ واحدة، ودينٍ واحد، ولا يفرق بينكم سوى  حدود مصطنعة وسلطات متعددة.

أيها القادة، جميعكم مسؤولون عن وأد الفتنة، والكف عن تحريض بعضكم ضد بعض، كما أنتم جميعاً مطالبون بحكم المسؤولية الإسلامية والأخوّة، بالعمل على إطفاء نيران الحروب التي تجتاح دول العالم العربي، سيما في سوريا واليمن، كما أن  المروءة العربية تفرض عليكم، مدّ يد العون والمساعدة لبقية الشعوب العربية والإسلامية، التي تعاني من تعثر أوضاعها السياسية والاقتصادية، دون تدخل مباشر في شؤونها الداخلية، فـ(من نِعَمِ الله عليكم حوائج الخلق إليكم).

في الوقت ذاته، تتطلع المنظمة الى وقفة جادة منكم جميعاً للإصلاح، وعلى جميع الأصعدة، وفق رؤية إنسانية ووطنية، تضمن لشعوبكم الحرية والتعددية والديمقراطية، سياسياً وعقدياً واجتماعياً، عبر سنّ القوانين الكفيلة بحماية الحريات، كما هو الحال في دولة الكويت، التي تنعم بحكمة قادتها باستقرار وازدهار سياسي واقتصادي راسخيْن، فضلاً عن إيقاف العمل بقانون سحب الجنسية من مواطنيكم، فلا يجوز للأب أن ينفي ولده، حتى وإنْ كان غير بار.

والله من وراء القصد