بسم الله الرحمن الرحيم
 
ومن يعظم شعائر الله فانها من تقوى القلوب
صدق الله العلي العظيم
 
تحل على العالم السنة الهجري الاسلامية الجديدة، طاوية بذلك عاما ولى لم يخلو من القمع والعنف والانتهاكات بكافة اشكالها وانواعها المادية والمعنوية، استهدفت في معظمها المجتمعات والشعوب الشيعية المسلمة، سيما في بلدان الشرق الاوسط وبعض بلدان شرق اسيا التي ينتشر الاسلام فيها.
ولم تتبقى سوى ساعات قليلة ويدخل العالم الاسلامي في سنة هجرية جديدة، يفتتحها شهر محرم الحرام، الذي تحتضن العشر الاولى منه اهم ذكرى سنوية في تاريخ الامة الاسلامية، كانت ولا تزال تدمي الضمير العربي والعالمي على حد سواء، فكما يعلم الجميع كان ليوم العاشر من المحرم (يوم عاشوراء)، مساحة ضمن السجال الابدي بين الحق والباطل، بعد ان تجسد في اعظم واجل المواجهات في معركة كربلاء الشهيرة، والتي اسفرت عن سقوط الامام الحسين بن علي بن ابي طالب حفيد الرسول الاعظم محمد صل الله عليه واله وسلم، مضرجا بدماءه الزكية شهيدا، ليعلو على الافك والنفاق والاستبداد، هو واهل بيته واصحابه المنتجبين في معركة كربلاء الشهيرة سنة 61 للهجرة.
اذ تعد هذه الذكري الحزينة والاليمة في قلوب المسلمين قاطبة، والشيعة تحديدا، من اعظم المناسبات الاسلامية، والتي يحرص على احيائها في كل عام، عبر اظهار مشاعر الحزن والحداد دون اي غايات سياسية او فئوية او عنصرية.
فقد درج المسلمون الشيعة على اقامة الشعائر الحسينية منذ عهود في شهر محرم الحرام، لاستذكار مصيبة عاشوراء، والاحتجاج على كافة اوجه الانتهاكات واعمال العنف غير المبرر التي تمارس ضد الافراد والمجتمعات.
فالحسين عليه السلام كان يحمل رسالة انسانية واسلامية عامة، اكتنفت في صميمها رفض الظلم في كل عصر ومكان، دون تمييز بين دين او عرق او عقيدة، مما حدى بجميع انصار الانسانية الاحتفال بذكرى استشهاده عليه السلام، في العديد من البلدان العالم، بغض النظر عن خلفياتهم او دياناتهم، بحسب ما وثقته الذاكرة الانسانية.
وتغتنم منظمة اللاعنف العالمية الحقوقية، هذه المناسبة بتوجيه رسالتها الى مختلف الحكومات والسلطات والدول بشكل اعم، لفهم طبيعة الشعائر الحسينية، وما تحمله طقوسها من ممارسات انسانية بحته تدعو الى احترام حقوق الانسان، ونبذ العنف والقبول بالعيش المشترك والحفاظ على السلم الاهلي بين المجتمعات في كافة ارجاء المعمورة.
مطالبة في الوقت ذاته، من تصل اليه هذه الرسالة، التمعن بتجرد في كينونة الشعائر الحسينية، واستيضاح رسالتها المقدسة، التي كانت ولا تزال تسمو فوق جميع الاعتبارات الفئوية او العرقية او الاثنية.
اذ ترجو المنظمة من الحكومات في مختلف بلدان العالم العربي والاسلامي رفع الحيف والتضييق عن الشيعة، واتاحة هامشا من الحرية والامان لممارسة طقوسهم في هذه المناسبة العظيمة دون تنغيص او تضييق، كما هو الحال في السنوات الماضية.

لافتة في رسالتها هذه حماية الشيعة من اعمال العنف والارهاب التي ترتكبها الجماعات التكفيرية والارهابية في كل مناسبة تحرص المجتمعات الشيعية على الاحتفاء بها.