اظهرت دراسة اعدتها منظمة مساعدة الاطفال التابعة ‏للامم المتحدة “يونيسيف” ان التجارة الدولية غير المشروعة بالنساء والاطفال تزيد ‏في العالم باطراد وخاصة في اوروبا.

ووفقا لنتائج هذه الدراسة التى اعلن عنها خلال موءتمر صحفي عقد في مدينة كولون ‏الالمانية الغربية اليوم فان تسعة اشخاص من بين كل عشرة اشخاص ممن يزاولون مهنة ‏الدعارة غير الاخلاقية في منطقة البلقان ومن بينهم اطفال من الجنسين تم اجبارهم ‏واكراههم على هذا العمل غير المشروع.

وذكرت الدراسة انه يتم سنويا بيع 120 الف شخص بين طفل وامراة في بلدان ‏الاتحاد الاوروبي من قبل تجار من منطقة جنوب شرق اوروبا عبر منطقة البلقان منبهة ‏في ذات الوقت الى ان 80 بالمائة من هؤلاء الضحايا لا تتجاوز اعمارهم 18 عاما وان ‏غالبيتهم من البانيا.

وقالت ان الارباح غير المشروعة التي يجنيها تجار الرق عبر بيع البشر في ‏المنطقة الاوروبية توصف بانها ” خيالية اذ ان النساء يبعن كسلعة”.

من جانبه اكد مفوض الاتحاد الاوروبي السابق لادارة مدينة موستار فى البوسنة ‏والهرسك هانس كوشنيك في الموءتمر الصحفي ضرورة ان تقوم حكومات دول شرق اوروبا ‏وجنوبها بمكافحة “تلك التجارة القذرة وحماية الضحايا ومساعدتهن وعدم السماح ‏بالنظر اليهن وكانهن مجرمات”.

من جهة أخرى نقلت هيئة دولية انسانية معنية بمكافحة الاتجار ‏بالبشر عن تقارير استخباراتية غربية القول ان عائدات التجارة التى تعرف باسم ‏(الرقيق الابيض) عبر دول منطقة البلقان تتراوح ما بين تسعة و12 مليار دولار سنويا.

واشارت رئيس قوة مكافحة تهريب البشر هيغلا كونراد ان هذه الارقام استندت الى ‏تقارير استخباراتية امريكية.

من جانبها قالت مفوضة الامم المتحدة لحقوق الانسان ماري روبنسون في مؤتمر ‏صحافي عقد هنا اليوم انه طبقا لارقام منظمة الهجرة العالمية لسنة 1997 فان نحو ‏175 ألف امرأة قد تم الاتجار بهن عبر البلقان واستقدمن من دول حديثة الاستقلال في ‏آسيا الوسطى الى دول الاتحاد الاوروبي فيما تفيد احصائيات المنظمة الحديثة الى ان ‏هذا الرقم انخفض الى 120 ألف امرأة وطفل سنويا.

وأوضحت أن مئة ألف امرأة من البانيا وحدها وقعن فريسة لهذه التجارة خلال العقد ‏الماضي و “ان 90 في المئة من النساء الاجنبيات اللاتي يمارسن نشاطا مبتذلا هن ‏ضحايا لتلك التجارة”.

من جهته دعا مدير مكتب المؤسسات الديمقراطية وحقوق الانسان في منظمة الأمن ‏والتعاون في اوروبا السفير جيرارد ستودمان الى اتخاذ خطوات قانونية أكثر فاعلية ‏ضد المتواطئين من موظفي حلف شمال الأطلسي (ناتو) أو مسؤولين آخرين مع عمليات ‏الاتجار بالنساء.

وشدد على ضرورة وضع آلية موحدة بين دول الاتحاد الأوروبي لحماية المستهدفين من ‏الأطفال والنساء على حد سواء من الاستغلال الجنسي قدر الامكان قائلا “آمل في أن ‏يقرر المجلس الأوروبي في سبتمبر المقبل العمل على ايجاد معاهدة جديدة حتى يتم ‏التوصل الى معايير موحدة في أوروبا للتعامل مع هذه الجريمة”. ووصف ستودمان عمليات الاتجار بالنساء والأطفال بأنها شكل من اشكال الرق