عنف يستتبع عنفاً في واحدة من ابشع الجرائم.

يروى عن احد حكام بني امية قوله: لقد كنت احذر حين امشي في حديقة القصر من اطأ جندياً فاقتله، وحين توليت الحكم صار ينقل الي خبر قتل الآلاف فلا يهتز لي جفن.

هذه القصة توضح لنا خطورة اعتياد الانسان على العنف والدم، فعندها لا تداخله رحمة في ارتكاب أية جريمة.

ففي مصر حدث شجار عنيف بين شابين قاد الى اعتداء احدهما بالضرب على الآخر، وكان الآخر شقيقاُ لواحد من البلطجية، فهل يروق لهذا البلطجي تمرير هذا الحدث دون ان ينتقم لاخيه؟

لقد اعمى الغضب – الذي وصف بان مقود ابليس الذي يقود به ابن آدم الى جهنم – عيني وقلب شقيق المضروب – البلطجي – مخطط للانتقام، ولكن ايما انتقام، انه الانتقام من البريء.

لقد اقتحم البلطجي ورفاقه الذين كانوا معه بيت اسرة الشاب الضارب فانهالوا على افراد الاسرة طعناً بالسكاكين، والسيوف والاعيرة النارية، فكأنهم قد خاضوا حرباً ضروساً، فما انجلت الغبرة عن ذلك حتى تبين ان ام الضارب واخاه قد لقيا حتفهما جراء الطعن والرمي بالرصاص، كما اصيب شقيق الضارب – الآخر – اصابات بالغة ولم يكتف البلطجي بما فعل، وانما زاد على ذلك تدمير الاجهزة الكهربائية الخاصة بالعائلة الضحية.

يجدر بالذكر ان اعتداء الشاب الاول على شقيق البلطجي، والذي حدث قبل الحادث المفجع بعدة أيام كان قد اسفر عن اصابة شقيق البلطجي القاتل بعاهة مستديمة.

الجاني في هذه الجريمة هو شاب في الرابعة والعشرين من عمره، حائز على دبلوم صناعة ولكنه عاطل عن العمل، وكذلك معاونوه في جريمته، والذين تتراوح اعمارهم بين 22، 24، 26، عاماً.

فاذا فرض واعطي الحق لهؤلاء الجناة بالانتقام، ألم يكن المفروض ان يكون الانتقام من نفس المعتدي الأول وبما يتناسب مع اعتداءه؟

المهم ما حدث قد حدث ولكن الذي نود معرفته هو المسبب الحقيقي، والمقصر الحقيقي في هذه الحادثة، هل هو البطلجي واصدقاءه حسب؟

ام انه المعتدي الاول الذي اتخذ من العنف مطية له فجر ذلك الى تيار من الدم؟

ام ان المقصر هي الحكومة التي ينتمي اليها الجناة، حيث تترك لمثل هذه الامور مصير شباب يقضي شطراً كبيراً من عمره ليكون الطريق بعد ذلك هو ملجأه ومأواه؟

ام ان المقصر هو الاهل الذين لم يعلموا أولادهم ما ينبغي وما لا ينبغي؟

للاجابة عن ذلك نرجو الكتابة على العنوان التالي:

 ص.ب. 5570/13

بيروت لبنان

او على البريد الالكتروني: freemuslim@localhost