منذ قيام النظام العلماني في تركيا، والى الآن ينصب النظام العلماني الذي يتوالى على السلطة عداءاً عجيباً للاسلاميين، وكان هؤلاء العلمانيين لم يكونوا منحدرين في اصلهم عن الاسلام، فقد فاقوا حتى الغرب في العداء للاسلاميين بكثير، وكم من تلميذ فاق أستاذه.

ان هذا العداء لم يكن يتوقف عند حد معين، وانما هو في تزايد ملفت للنظر، متخذاً اشكالاً وصوراً متعددة.

فمرة تطرد نائبة من البرلمان التركي لا لشيء الا لكونها محجبة ومتمسكة بالحجاب ففسر تمسكها بحجابها على انه عداء للعلمانيين من قبلهم.

وتارة يتضامن العلمانيون على اسقاط حزب اسلامي – حزب الرفاه – وحظره على الرغم من اكتساب هذا الحزب شعبية اوصلته الى السلطة في يوم ما فكان الالغاء استخفافاً بمشاعر الاغلبية الشعبية المتعاطفة والمريدة لحزب الرفاه الاسلامي.

وأخرى يتمثل العداء في منع بعض الطالبات الجامعيات من دخول الجامعات اللاتي ينتمين اليها وذلك لارتدائهن الحجاب.

والمسلسل مستمر حتى وصل الى حد عدم منح الخريجات – مؤخراً – من الجامعة شهاداتهن لكونهن محجبات.

وأخيراً وليس آخراً قررت أنقرة حظر حزب الفضيلة الاسلامي بتهمة القيام بنشاطات مناهضة للعلمانية، وقد مر ان النشاطات المناهضة للعلمانية في نظر العلمانيين الترك ليس إلا ارتداء الحجاب، واداء بعض الشعائر الاسلامية وإلا فلم يثبت ان احداً قام بنشاط مناهض للعلمانية في الامثلة التي سبق ذكرها.

لقد بلغ العداء المستحكم الى الدرجة التي يعد النظام العلماني التركي المظاهر الاسلامية شماعة جاهزة يعلق عليها اخطاءه، واخقاقاته في قيادة البلاد خصوصاً في ظل الآزمة الاقتصادية الخانقة التي تعيشها تركيا.

فالى ان يصل بالعلمانيين الترك عداؤهم للاسلام وللاسلاميين هذا؟