في محاولة لدعوة القضاء الاسرائيلي للتعامل بنزاهة مع القضايا التي تتعلق بالمخالفات التي يرتكبها اليهود ضد الفلسطينيين تظاهر حوالي اربعين ناشطاً من أعضاء منظمات حقوق الانسان الاسرائيلية في قاعة محكمة العدل الاسرائيلية العليا في مدينة القدس رافعين الشعارات التي تدعو الى الغرض المتقدم الذكر، وذلك الثلاثاء المصادف 19 / ذو القعدة / 1421 هـ الموافق للثالث عشر من شباط (فبراير) من عام 2001م.

هذه المظاهرة تعد الاولى من نوعها في تاريخ القضاء الاسرائيلي كانت خلال جلسة المحكمة المتعلقة بقضية المستوطن اليهودي ناحوم كورمن الذي قتل الطفل الفلسطيني حلمي شوشه على يديه قبل اربع سنين.

المحكمة المركزية في مدينة القدس كانت قد برأت ناحوم كورمن من تهمة القتل، وذلك بحجة ان المستوطن كان يدافع عن نفسه ضد الطفل الذي كان قد قذفه بالحجارة، فكيفت الواقعة قانونياً على انها دفاع عن النفس علاوة على ان القاتل اليهودي لم يكن في كامل وعيه حين أقدم على ضرب الطفل الفلسطيني.

بعد اصدار حكم البراءة اقدمت النيابة الاسرائيلية على استئناف الحكم امام المحكمة العليا مطالبة بادانة المستوطن اليهودي.

المحكمة العليا التي استؤنف الحكم أمامها ادانت القاتل فعلا ولكن ليس بالقتل وانما بـ «التسبب بالقتل» واصدرت بحقه عقوبة تضحك لها الثكلى اذ عاقبته بالحكم عليه بمدة ستة اشهر يقضيها في القيام باعمال تطوعية لخدمة المجتمع فعقدت الجلسة في التاريخ المتقدم للمصادقة على الحكم المضحك.

هذا الحكم أثار حفيظة المنظمات الداعية لحقوق الانسان في اسرائيل مما دفع الناشطين في هذا المجال للتظاهر في قاعة محكمة العدل بهتافات تقول: «اسرائيل القرن الحادي والعشرين، حياة الانسان الفلسطيني بستة اشهر».