خلال استقباله بمكتبه السبت 21 تموز يوليو الجاري، جمعاً من الطالبات الإيرانيات المقيمات في ولاية مري لاند في الولايات المتحدة الأمريكية، تحدث سماحة العلامة الشيخ محمد تقي باقر أمين عام تجمع المسلم الحر عن شؤون الأمة الإسلامية والظروف الراهنة التي تمر بها، مشيراً إلى أن أحد أبرز المشاكل التي تعانيها، هو تطفل بعض السياسيين وممن يدعون الثقافة في الشأن الديني للأمة المسلمة، من دون وعي دقيق ومعرفة تخصصية، إضافة إلى تأثرهم بدافع ما يمليه عليهم الفكر الغربي المناقض تماماً لروح مبادئ وقيم الإسلام.

وأردف سماحة الشيخ باقر بالقول وفي الواقع إن العالم الإسلامي يمر بمرحلة حرجة وخطيرة اسماها الرئيس الماليزي مهاتير محمد وأمام حشد من الأكاديميين والدبلوماسيين (إنها مرحلة جزر) وذلك من جهتين على الأقل:

الأولى: منع السلطة السياسية الشعب من ممارسة دوره الريادي في المجتمع.

الثانية: عدم التزام الأمة بالتعاليم الإسلامية والقرآن الكريم.

وأضاف أمين عام تجمع المسلم الحر الذي كان يحاضر بمناسبة استشهاد الزهراء سلام الله عليها وفي ذكرى الحركة الطلابية في جامعات إيران: الحوزات العلمية ممنوعة من إبداء رأيها إذا كان ذلك في مخالفة السلطة السياسية، هذا وضع الحوزة الشيعية في جميع الدول الإسلامية ومن دون استثناء، والأمة لا يحق لها تعيين مصيرها، والآراء مصادرة سلفاً.

ثم خاطب الطالبات الإيرانيات وقال: أي واحدة منكن يتمكنّ من تأسيس منظمة أو تجمع أو حزب سياسي يمارس حقه في تعيين مصيره من دون أن يأخذ الأذن من الدولة؟

ولماذا الرجال يتكلمون باسم النساء في المجتمعات ولا يدعون المجال للمرأة أن تطالب بحقها؟

ومن الذي أعطاهم الشرعية في تعيين مصير النساء؟ المرأة حُرة في ظل النظام الإسلامي، لها ما للرجال وعليها ما عليهم.

القران يقول ذلك عندما يخاطب الأمة: المسلمين والمسلمات، والمؤمنين والمؤمنات، القانتين والقانتات، والصادقين والصادقات، والصابرين والصابرات، والخاشعين والخاشعات، والمتصدقين والمتصدقات، والصائمين والصائمات، والحافظين فروجهم والحافظات، والذاكرين الله كثيراً والذاكرات.

الإسلام جعل الرجل مديراً لشؤون المرآة لا مراقباً عليها، ولا آمراً عليها، ولذلك لا يجب على المرأة العمل في المنزل، وليس عليها أن ترضع ولدها إلا برضاها، وإذا طالبت الآجر من الرجل عليه أن يجلب رضاها. وهذا بإجماع فقهاء الإمامية ومذكور في الرسائل العملية.

واليوم ومن جديد وبدل أن يعطوا المرأة حقوقها أخذوا يسلبونها حجابها الذي وهبها الله سبحانه وتعالى ستراً لها وحصناً لكرامتها من الذين في قلوبهم مرض (كما جاء في القران الكريم).

هذا رئيس دولة إسلامية كبيرة لها كلمتها وكرامتها في الأمم المتحدة وبين الدول، ينادي برفع حجاب المرأة ويقول إن الالتزام بالحجاب هو السبب في تراجع الأمة الإسلامية.

فقد أعلن رئيس الوزراء الماليزي مهاتير محمد مؤخراً وأمام حشد من الأكاديميين والدبلوماسيين: أن الأصوليين دفعوا بالعالم الإسلامي إلى أكبر مرحلة انحسار في التاريخ.

وأعرب عن أسفه لفشل المسلمين في اللحاق بركب التقدم الذي حققته البلدان المسيحية منذ أوائل القرن التاسع عشر، ملقيا بمسؤولية ذلك على انشغال المسلمين بأمور اقل أهمية كمسألة الحجاب.

وأضاف: (لم تفتنا الثورة الصناعية وحسب وإنما فاتتنا أيضاً التطورات اللاحقة التي نظرنا إليها بارتياب). وتساءل مهاتير خلال كلمته التي ألقاها عن التعليم والدين: (من الذي فرض قواعد الزي هذه التي تشغل عقول المسلمين إلى حد نسيان تعاليم الإسلام الهامة جدا لسلامة المسلم وأمنه). إلا انه لم يذكر السبب في عدم السماح للمرأة من أن تمارس حقها في المجتمع.

وقال أمين عام تجمع المسلم الحر أرى إن اللازم عليكم الاهتمام بالمطالبة بحقوقكم القانونية كأية مواطن وفي أية بقعة من الأرض، طالبوا بحقوقكم وشاركوا الرجال في العمل الرسالي والديني والسياسي والاجتماعي على حد سواء، وتعلموا من الإسلام كيف انه جمع الرجل والمرأة في اكبر مؤتمر سياسي على وجه الأرض في قصة المباهلة. فقد بآهل رسول الله (صلى الله عليه وآله) نصارى نجران وبحضور الزهراء (سلام الله عليها).

ثم ختم الشيخ محمد تقي باقر الكلام بقوله: اغتنموا الأيام الفاطمية الأولى والثانية وأعلنوا مخالفتكم للظلم والاضطهاد ونادوا بصوتكم وبالتزامكم بتعاليم الإسلام من دون أن تخرجوا من طريقة رسول الله (صلى الله عليه وأله) ونهجه الذي يفتخر المسلمون به في الأمس وكذلك اليوم، وهو نهج اللاعنف والعصيان المدني السلمي. وكان هذا سيرة الزهراء (سلام الله عليها) في مواجهة السلطة الغاصبة. فإنها منعتهم من زيارتها وسجلت موقفها إلى يوم القيامة: إن الظالم مطرود في المجتمع الإسلامي كائنا من كان