تحول اللقاء الفكري الذي عقد في القاهرة تحت عنوان «مبادرة وقف العنف تراجع حقيقي أم هدنة مؤقتة» الى مشادات كلامية وتبادل للاتهامات والشكوك بين عدد من اليساريين والاسلاميين الذين شاركوا في اللقاء الذي عقد بمركز القاهرة لدراسات حقوق الانسان الذي اداره بهي الدين حسن مدير المركز وحضره أبو العلا ماضي وكيل مؤسسي حزب الوسط، ومنتصر الزيات محامي الجماعة الاسلامية وعبد الرحيم علي، الصحافي السابق بجريدة «الأهالي».
وحاول منتصر الزيات خلال اللقاء التأكيد على أن مراجعات الجماعة تعد امتداداً لارهاصات بدأت منذ عام .1992 وأكد انها ليست وليدة يوم وليلة.
كما أشار الزيات الى أن الجماعة الاسلامية بدأت بالعمل السلمي، واكتسبت ارضية عن طريقها، ثم تحولت بعد ذلك للعنف، وهو ما أرجعه الزيات للظروف التي أحاطت بافراد الجماعة حينئذ ومنها الممارسات والاستفزازات الأمنية لهم.
وقال منتصر الزيات «انه من الضروري التفرقة بين فقه المراجعات وبين التوجه السلمي لأننا يمكن ان نختلف على كتب المراجعات في بعض النقاط، وأنا شخصيا لي بعض التحفظات، ولكن في الوقت ذاته أصبح التوجه السلمي جزءا اصيلا من فكر الجماعة الاسلامية ولن تتراجع عنه، ولا بد أن نتعامل مع الجماعة على هذا الأساس».
واضاف الزيات انه من الظلم ان نكيل بمكيالين حين نتكلم عن جرائم الجماعة ولكننا في ذات الوقت لا نتحدث عن جرائم النظام تجاه افراد الجماعة من اعتقال وتعذيب وتجاه المجتمع أيضا.
وشكك الصحافي عبد الرحيم علي في مراجعات الجماعة والمبادرة متهما قادة الجماعة بأن نيتهم ليست خالصة لأنهم أنكروا في حوارهم مع مجلة «المصور» عدة أفعال قاموا بها مثل الاعتداء على الأقباط، ومحاولة التنصل من هذه الافعال مما أعطى انطباعا بعدم المصداقية في ما أعلنوه عن نهجهم الجديد.
واضاف عبد الرحيم علي أن توقيت صدور هذه المراجعات اعطى انطباعا بأنها وليدة احداث 11 سبتمبر (ايلول)، وكذلك توقيت اجراء حوارات قادة الجماعة في مجلة «المصور» مع صحافي معروف زاد من الشكوك، خاصة ان هذه الحوارات تزامنت مع بدء الولايات المتحدة بوضع اسم الجماعة الاسلامية المصرية على قوائم الارهاب.
وطالب عبد الرحيم علي قادة الجماعة بالكشف عن حقيقة أهدافهم ونواياهم، خاصة ان الثقة بهم منعدمة، بينما اتخذ أبو العلا ماضي موقفا متوازنا مع احتفاظه ببعض الشكوك حول المبادرة، منها ان كتب المراجعات فيها عدة التباسات كثيرة فضلا عن بعض التناقض في المواقف، خاصة ما عبر عنه قادة الجماعة في كتابهم الثاني «تسليط الأضواء على ما وقع في الجهاد من اخطاء»، معتبرا انه من الخطأ ان يعتبر قادة الجماعة الاسلامية ان العمليات التي قام بها أعوانهم تعد جهاداً، ووقعت فيه اخطاء وكان عليهم ان يخرجوا هذه العمليات من مصطلح الجهاد الذي يعد فرضاً قائماً، ولكنه لا يكون الا ضد اعداء الوطن، ويستخدم من قبل أولى الأمر فقط.
وفي محاولة من منتصر الزيات للرد على اسئلة عدد من اليساريين الذين حضروا اللقاء مثل عادل الضو المسؤول الاعلامي لحزب التجمع، أرجع الزيات هجوم بعض اليساريين على المبادرة الى محاولاتهم الاستمرار في التمتع بالمكاسب الشخصية التي حصلوا عليها مثل عضوية مجلس الشورى، مما اعطى الحاضرين انطباعا بأن الكلام موجه الى الدكتور رفعت السعيد أمين عام حزب التجمع.
وكاد اللقاء يتحول الى تراشق بالألفاظ بين الحاضرين في محاولة من كل طرف لتأكيد مصداقية موقفه.
وفي نهاية اللقاء طالب جمهور الندوة من الاسلاميين تفعيل المبادرة بينما أصر اليساريون على شكوكهم