قررت الحكومة الهولندية تأسيس منظمة تعنى  بتمثيل المسلمين القاطنين في اراضيها لدى مناقشة القضايا التي تهم المجتمع الهولندي، وللمساعدة على حل المشاكل المتزايدة التي يواجهها هؤلاء وبخاصة بعد احداث 11 سبتمبر، ولسد الفراغ الناجم عن عدم وجود مركز يمثل الجاليات المسلمة في هولندا.

وقال أبو محمد خلف مدير المركز الثقافي في مدينة اوتريخت الجامعية في هولندا في اتصال هاتفي اجرته معه اليوم الخميس يونايتدبرس انترناشنال “ان الحكومة الهولندية لمست بعد احداث 11سبتمبر ظهور تيار معاد للإسلام والمسلمين، كما لمست ضرورة وجود مركز واحد يمثل جميع الجاليات المسلمة الرئيسية من الترك والعرب والافغان والكرد والباكستانيين لتتمكن من فتح حوار معهم لحل أي مشكلة تواجه الحكومة في التعامل مع هذه الجاليات او تخص الجانبين”.

واوضح خلف بان فان بوكستيل الذي يتولى ملف اندماج الجاليات في الحكومة الهولندية وافق خلال اجتماعه مع عدد من ممثلي الجمعيات والهيئات الاسلامية برئاسة محمد السني رئيس «جمعية الحوار بين الاسلام والمجتمع» تاسيس مثل هذه المنظمة.

واضاف مدير المركز الثقافي في هولندة الذي تاسس عام 1995 ويضم 85 مشتركا معظمهم من العراقيين ومن ممثلي عدد من الدول العربية وتفتح دورات لتعليم اللغة العربية، ان المنظمة ستعرض قضايا ومشاكل المسلمين على الحكومة، وستحاول ازالة ما ينشب من خلاف بين السلطات المحلية  وائمة المساجد بعد ان تعارضت خطبهم مع الواقع الاجتماعي في هولندا، وذلك بفتح دورات دراسية لتعليمهم اللغة والثقافة الهولنديتين.

واوضح مدير المركز الثقافي ان احداث 11سبتمبر تركت اثرا سلبيا على المسلمين دون ذنب منهم، مشيرا الى ان الذنب الذي يرتكبة أي مسلم يؤثر بشكل او باخر على جميع المسلمين في هولندا، وان اغتيال بيم فور تاوين رئيس الحزب اليميني المتطرف قبل شهرين مر بسلام لان القاتل كان هولنديا.

وعزا مدير المركز أسباب تصاعد ظاهرة العداء للمسلمين والاجانب الى عدم استطاعة الجالية المسلمة من توحيد خطابها ودخولها البرلمان الهولندي باعداد اكبر، واستغلال الاعلام للرد على جميع التهم التي توجه للجالية المسلمة في هولندا واضاف ان “وسائل الاعلام تلعب دورا مهما لتكوين القناعات لدى الهولنديين والاوروبيين بشكل عام”، مشيرا الى ان وسائل الاعلام في هذه الدول صادقة مع شعوبها، وتنقل الاحداث بامانة في الداخل، وان الفرد الهولندي يثقبالاعلام، وعندما يتعامل مع الاحداث الخارجية يتعامل مع قناعات وافكار هو مؤمن بها مسبقا، لذلك عندما تنقل احداث خارجية فان الفرد الهولندي مستعد نفسيا لتصديق الخبر”.

وحول السياسة المتوقعة لليمين المتطرف الذي استلم وزارة اللاجئين اوضح مدير المركز انه يعتقد بان الحكومة الهولندية الجديدة ستقوم بحل مشاكل اللاجئين الذين قضوا اكثر منخمس سنوات في هولندا مع تضيق ابواب الهجرة بشكل كبير، موضحا بان عدد اللاجئين العراقيين من العرب والكرد الذين سيشملهم القرار في حال صدوره  يصل الى 2000 ملف.

وحول نسبة المسلمين في هولندا قال خلف بان نسبتهم 4,3 % ، مقابل المسيحيين 62,7 %  والذين لا يؤمنون باي دين 32,1 %  والنسبة الباقية للديانات اليهوديةوالهندوسية والبوذية وبعض ديانات اخرى.