الإمام الشهيد السيد حسن الشيرازي

مقالة كبتها الإمام الشهيد رحمه الله سنة 1382 الهجرية، ووضعها كمقدمة لكتابه القيم «كلمة الإسلام» وبما أنها كانت مستقلة وتحتوي على تقييم الأمة الإسلامية وما أصابها ووضع حلول لمشاكلها. وفيها تنبؤات، ارتأينا نشرها على حلقات لعل الله سبحانه أن ينفعنا بها.

الحلقة الأولى

عاشت الأمة الإسلامية، عصور الظلم والظلام في النور، فلما تفتح عصر النور تدهورت الأمة في الظلم والظلام، ثم هي تحاول اليوم، الخروج من الظلمات إلى النور ولا تستطيع… فكيف انحدرت الأمة، من قمة الكمال إلى درك الهوان؟.. ثم كيف يمكنها العروج من درك الهوان إلى قمة الكمال؟..

أما الإستفهام الثاني، فجوابه تاريخ الأمة نفسها، فلقد كانت -في جاهليتها الأولى- أقليات مضطهدة، يتحكم فيها أقوى السلطات والتيارات، التي تركتها بقايا سيوف وفضلات رماح، شعارها السيف ودثارها الخوف، ثم تنزّل الوحي بأكرم الرسالات على محمد بن عبدالله. فتكتلت تحت لوائه لتنفيذ الإسلام، وأيّدها الله بجنده ونصره، حتى أصبحت خير أمة أخرجت للناس…

والأمة اليوم -في جاهليتها الثانية- أضحت أقليات مضطهدة، يتحكم فيها أقوى السلطات والتيارت… بقايا استعمارات وفضلات حروب، شعارها السلاح ودثارها الأحزاب والثورات، التي تمعن فيها تشويهاً وتمزيقاً. وهي تستطيع القفز من واقعها الفاشل، إلى واقع أفضل، إذا رجعت بكليتها إلى الإسلام، فلن يصلح آخر هذا الأمر إلاّ بما صلح به أوله، ولم يصلح أوله إلاّ بالتخلص  من كل ما يُعبد من دون الله إلى الإسلام، وعندئذٍ ينجز الله وعده، بجنده ونصره، لتعود الأمة خير أمة أخرجت للناس