قال الحسين(ع) :  لأصحابه ليلة العاشر من محرم:

اعلموا. أنكم خرجتم معي لعلمكم أني أقدم على قوم بايعوني بألسنتهم وقلوبهم، وقد انعكس الأمر، لأنهم استحوذ عليهم الشيطان فأنساهم ذكر الله، والآن ليس لهم مقصد إلاّ قتلي وقتل من يجاهد بين يدي، وسبى حريمي بعد سلبهم، وأخشى أنكم ما تعلمون! أو تعلمون وتستحيون!! والخدع عندنا أهل البيت مُحرّم، فمن كره منكم ذلك فلينصرف، فالليل ستير والسبيل غير خطير، والوقت ليس بهجير…

قال الطبري: لما قام الحسين(ع) في الناس وناداهم: …فمن أحب منكم الانصراف فلينصرف، ليس منا ذمام.. تفرق الناس عنه تفرقاً، فأخذوا يميناً وشمالاً حتى بقي في أصحابه الذين جاءوا معه من المدينة.

وإنما فعل ذلك لأنه إنما تبعه الأعراب، لأنهم ظنوا أنه يأتي بلداً قد استقامت له طاعة أهله، فكره أن يسيروا معه إلاّ وهم يعلمون علام يقدمون، وقد علم أنهم إذا بين لهم لم يصحبه إلاّ من يريد مواساته والموت معه.