في رسالة موجهة الى الشعب الايراني رد آية الله حسين علي منتظري، المرجع الشيعي وخليفة الخميني، والمعزول الذي يعيش تحت الحصار منذ أربع سنوات ببيته في مدينة قم، على رسالة مرشد الجمهورية السيد خامنئي الأخيرة والتي وجهها الى آية الله جلال الدين طاهري خلال صلاة الجمعة بمدينة اصفهان وأحد دعاة اصلاح النظام.
وكان طاهري قد أعلن استقالته في رسالة موجهة الى الشعب. وكانت لهجة طاهري قاسية لدرجة انه وصف رجال الأمن وأنصار حزب الله بـ«الفاشيين المنبوذين والصعاليك الذين يقتحمون الحرم الجامعي وينتهكون المقدسات ويذبحون الكتّاب والشخصيات السياسية ويمارسون التعذيب والقمع على ابناء الشعب.
ورغم الحظر الذي فرضته سكرتارية المجلس الأعلى للأمن القومي على الأخبار المرتبطة بآية الله طاهري ورسالته، فان الصحف القريبة من القيادة العليا واصلت حملاتها ضد طاهري. ووصفته صحيفة «كيهان» بـ«العجوز المدمن للأفيون الذي لا إرادة له»، وذلك في وقت أصدر فيه القاضي مرتضوي امراً بتوقيف صحيفة «آزاد» بسبب نشرها رسالة طاهري، علماً بأن صحيفة «نوروز» قد نشرت الرسالة قبل صدور قرار سكرتارية المجلس الأعلى للأمن القومي غير انها اضطرت الى حذف نصف مطالبها في اليوم التالي واصدار عددها يوم الخميس بمساحات فارغة في صفحاتها الرئيسية حيث جرى نشر ردود الشخصيات السياسية والدينية حيال استقالة طاهري.
ونقلت اوساط مقربة من الرئيس الايراني ان الرئيس محمد خاتمي مستاء من خطوة سكرتارية المجلس الأعلى للأمن القومي باصدار الحظر على نشر المطالب المرتبطة باستقالة طاهري من دون علمه. وكشف مصدر اصلاحي في ايران، ان المجلس الأعلى للأمن القومي لم يعقد اجتماعاً على اثر رسالة طاهري ، لم يتم اتخاذ أي قرار حول الأمر.
وحسب المصدر الايراني فان حسن روحاني، ممثل الولي الفقيه وسكرتير المجلس الأعلى للأمن القومي، وجه رسالة باسم سكرتارية المجلس الى الصحف بأمر مباشر من السيد خامنئي.
وهاجم السيد خامنئي في رسالته الجوابية عن رسالة استقالة آية الله طاهري، آية الله منتظري، مشيراً الى ان «بلاء التورط بحفنة من البطانة غير الموثوق بها، أدى الى ان يصبح احد الأنصار والتلامذة القريبين من الإمام الخميني، منبوذاً ومطرودً من قبل الإمام في أواخر عمره وان يمنعه الإمام شرعياً من التدخل في الشؤون السياسية.
ورداً على كلام السيد خامنئي، أكد آية الله منتظري في رسالة الى الشعب، أنه يشك في صحة الرسالة المنسوبة الى الإمام الخميني والتي دُعي منتظري فيها للابتعاد عن السياسة. وأوضح ان الإمام الخميني بعث برسالة أخرى بواسطة حجة الاسلام عبد الله نوري (وزير الداخلية السابق المعتقل حالياً بسجن ايفين بتهمة الاساءة الى الولي الفقيه والتشكيك في قدسية النظام) بعد الرسالة التي تعتمد عليها اجهزة دعاية النظام، لمهاجمته، وفي الرسالة الجديدة طالب الامام الخميني بعدم اعتبار ما جاء في الرسالة الأولى كلمته ودعا لتناسي ما جاء فيها وعدم الاعلان عن محتواها.
وأشار منتظري الى ان التدخل في السياسة وبقية شؤون المجتمع هو حق جميع المواطنين، ولا يستطيع اي شخص سلب هذا الحق من المواطنين.