يقبل علينا  اليوم العالمي للمهاجرين، وهو الذكرى السنوية الذي اعتمدته الهيئة الدولية للأمم المتحدة لمتابعة أوضاع تلك الشريحة الإنسانية واستعراضها امام المجتمع الدولي لوضع الحلول والمعالجات الناجعة لهذه الإشكالية العالمية.

فكما يدرك الجميع ان أوضاع المهاجرين من شرق الأرض وجنوبها سيما بعض بلدان الشرق الأوسط والقارة الافريقية يجازفون بمواجهة الموت للوصول الى الدول الأوروبية والولايات المتحدة، هرباً من قساوة الأوضاع وتردي المستوى المعيشي الذي يكتنف مجتمعاتهم في بلدانهم الاصلية، بعد ان تعذرت السبل المحلية في اتاحة فرص العيش الكريم لهم.

اذ يعرض العديد من المهاجرين الى خطر الموت غرقاً او بطشاً الى جانب معاناة كبيرة اثناء محاولتهم الفرار الى المناطق الأكثر امناً واستقراراً، فضلاً عن خضوع الكثير منهم الى عمليات الابتزاز والاعتداءات اللا إنسانية التي تنتهك بطبيعتها الحقوق الإنسانية والدولية التي اقرتها قوانين الأمم المتحدة المتفق عليها.

وعلى الرغم من مبادرة العديد من الحكومات الى إجراءات تنقذ المهاجرين وتمد يد العون والمساعدة الا ان تلك الجهود لا تزال دون مستوى الطموح، خصوصا ان الكثير من البلدان تعزف عن تنفيذ مقررات اتفاق نيويورك الخاص بالمهاجرين الذي اقر العام الماضي في الثالث عشر من سبتمبر/ كانون الاولي 2016.

فقد اقرت جميع الدول والحكومات والمنظمات الدولية خلال اتفاق نيويورك على أهمية وخطورة ظاهرة الهجرة وآثارها على الصعيد البشري كافة، فضلاً عن تعبيرها عن أهمية تفعيل مقررات الاتفاق بعد مناقشة مستفيضة للمباحثات والأطروحات والحلول المفترضة.

لذا تطالب منظمة اللاعنف العالمية (المسلم الحر) كافة بلدان المجتمع الدولي الى تفعيل الالتزامات التي اقرها الاتفاق واحياء بنوده الخاصة بالمهاجرين واللاجئين على حد سواء، وإلزام جميع الدول التي تنتهك او تتملص من القوانين الدولية بواجباتها على الصعيد الإنساني والقانوني، محذرة من مغبة التقاعس عن تلك الالتزامات نظرا لتداعيات هذه الازمة العالمية.

والله ولي التوفيق