بسم الله الرحمن الرحيم

وتعاونوا على البر والتقوى صدق الله العلي العظيم

يخبرنا التاريخ الانساني كثير من التجارب الاجتماعية التي اسهمت في ترقية وتحسين اوضاع الافراد والجماعات والشعوب كل على حد سواء، بعد ان توصلوا الى نجاعة العمل الجماعي والتضامن الانساني في اوقات الرخاء والضراء، واثمر تضافر الجهود في هذا المسعى المحمود الى ازدهار الامم والتخفيف من الكوارث والرزايا التي تصيبها اوقات المحن.

وفي وقتنا الحالي مع الازمات المتباينة التي تعصف بالمجتمع الدولي تبرز حاجة فعلية للتضامن تحت عنوان انساني بحت، دون الاعتبار بكل ما يفرق بين بني البشر، سواء كان اللون والعرق والاثنية والقومية وغيرها من الفوارق الانسانية، وما احياء اليوم الدولي للتضامن الانساني الذي نحيي ذكرها في العشرين من كانون الاول/ ديسمبر الجاري، الا مدعاة لما تقدم.

اذ تطالب منظمة اللاعنف العالمية (المسلم الحر) في هذه المناسبة الانسانية عبر دعوتها للانظمة السياسة والحكومات حول العالم الى الايفاء بالتزاماتها ازاء القضايا الاكثر الحاحا، خصوصاً فيما يتعلق بالعمل على وقف الحروب والصراعات الدموية وسواها من الاعمال العدائية الجارية حالياً.

كما توجه المنظمة دعوتها الى الهيئة الدولية للامم المتحدة وتحديداً  مجلس الامن الدولي لاحترام قراراته الملزمة للعمل على وقف كافة اشكال العنف المنتشر في اكثر من بقعة حول العالم، والذهاب باجراءات فاعلة لتعزيز قيم العيش المشترك بين الدول والشعوب، وحث الانظمة السياسية على التعامل الانساني والديمقراطي مع المخالفين والمعارضين وطالبي الاصلاح السياسي والاجتماعي.

وتؤكد المنظمة على ان استثمار هذه المناسبة بالشكل الامثل عبر مواجهة التحديات التي تحول دون اشاعة السلم والامن الاجتماعي يمثل بحد ذاته مكتسباً يمهد الى عالم خال من الحروب والكراهية والعنف، وما ينسحب على ذلك من استقرار اقتصادي واجتماعي يسفر عن محاصرة المظاهر السلبية المتمثلة بالفقر والعوز والحرمان والهجرة غير الشرعية وكثير من الاشكاليات المؤلمة.

والله ولي التوفيق