بسم الله الرحمن الرحيم

وما ارسلناك الا رحمة للعالمين صدق الله العلي العظيم

اسفر الجهل المصحوب بالتطرف ظاهرة لا تستثني من بشاعتها شعباً دون اخر، او عرق دون سواه او اتباع ديانة عن اخرى، وهي آفة خطيرة تصيب بعض المجتمعات لعدة اسباب مختلفة الاصل والتفسير.

وقد برزت في بعض الشعوب ظاهرة الكراهية ضد الاسلام، متأثر افرادها تارة بما ترتكبه المنظمات الارهابية التي تدعي انتمائها الى الاسلام، او من خلال ما نقل اليها من معلومات مدسوسة ومغلوطة عن طبيعة هذا الدين السماوي وحقيقة من يتعبد به.

فارتكبت خلال السنوات الاخيرة العديد من المجازر والجرائم وعمليات التطهير الديني والعرقي مدفوعة بالراهية والحقد على الاسلام ومن يتبعه، على الرغم من كون اغلب من تورط بتلك الانتهاكات لم يطلعوا عن كثب على حقيقة الاسلام والمسلمين، بل تأثروا بالدعاية والاجندات المشبوهة التي تبث سمومها وكراهيتها ضد المسلمين.

فمن يطلع ويتفقد عموم المسلمين ويبحث في طبيعة تعاليمهم الدينية، يكتشف دون لبس ان كل ما يشاع زوراً وبهتاناً عنهم محض افتراء ودجل هادف الى تعكير صفو السلم الدولي تارة، او استهداف الابرياء تارة أخرى.

فالاسلام دين سماوي جاء لرفع الانسان وتكريمه بغض النظر عن معتقده، ونصت آيات القران الكريم وهو الكتاب الاقدس التي تنبثق منه تعاليم الاسلام على القبول والاحترام لاتباع الديانات الاخرى، وحفظ حقوقهم وارواحهم واموالهم وكراماتهم.

اذ جاءت الاية الكريمة بنص صريح وعبارة واضحة: إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئِينَ وَالنَّصَارَىٰ وَالْمَجُوسَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا إِنَّ اللَّـهَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۚ إِنَّ اللَّـهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ. صدق الله العلي العظيم.

وكما كان لجميع الاديان السابقة للاسلام فرقاً مغالية ومتطرفة وارهابية، اختلطت عليها الامور واضاعوا الحق والتبسوا الباطل، فقد ضل في الاسلام من يعتقد انه انتمى اليه، ودون ادنى شك اساء بادعاءه وانتماءه، فالاسلام كما اسلفنا دين يحرم على اتباعه العنف المطلق والا مبرر، ويحث على التسامح والعفو والاحسان.

وفي الوقت الذي يحيي المجتمع الدولي اليوم الخاص لمكافحة الكراهية ضد الاسلام، تطالب منظمة اللاعنف العالمية (المسلم الحر) كافة الدول والانظمة والحكومات بضرورة الانضمام الى اجندات هذا اليوم الدولي، والعمل على اشاعة الحقائق عن تسامح الاسلام، ومواجهة الجهات المتطرفة والعنصرية التي تحض على الكراهية والعداء والحقد الاعمى بالاساليب الثقافية اولا، وبالاجراءات القانونية ثانية، لحماية الشعوب والجاليات المسلمة من هذا الخطر الجسيم.

مؤكدة على ضرورة تحمل المجتمع الدولي مسؤوليته في مواجهة الانتهاكات التي ترتكبها بعض الانظمة الاستبدادية ازاء المسلمين، خصوصاً في الصين والهند وبورما.

مذكرة في ختام رسالتها ان العنف لا يولد الا العنف.