شاب من احدى القبائل القاطنة في اطراف المدينة المنورة مات ابوه ـ و كان رئيس القبيلة ـ و تولى الرئاسة محله عمه الذي كانت له بنت جميلة و ثروة طائلة و زعامة على القبيلة.
و كان الشاب مرشحا لان يكون زوجا للفتاة، و في حالة وفاة عمه يرث الزعامة و المال و المكانة الاجتماعية المميزة.
كان يذهب هذا الفتى الى المدينة كل شهر لاجل شراء حاجيات القبيلة، و ذات مرة و اثناء جولته في المدينة راى رجلا يخطب في ساحة تحيط بها جدران اربعة قصيرة على مجموعة من الناس، وقف يسمع، جذبته الخطبة، سال رجلا: من الخطيب و من المستمعون؟… اجابه الرجل: الخطيب، محمد رسول الله(ص) و الجالسون هم المسلمون، و هذه المحوطة مسجد بناه المسلمون.
رجع الشاب الى قبيلته، و في الشهر التالي عاد الى المدينة لاقتناء البضائع، و ذهب الى المسجد لاستماع الكلمات. و في المرة الثالثة و الرابعة كان يحس بانه ينجذب اكثر فاكثر نحو هذا الرسول الجديد و الثقافة العالية.
و في احدى الايام قال لعمه: لماذا نشتري في كل شهر مرة، و لماذا لم نشتر كل اسبوع مرة و تكون البضائع و المواد طازجة و جديدة؟
وافق العم على ذلك، و اصبح باستطاعة الشاب ان يستمع الى الرسول كل اسبوع، و بعد مدة اسلم الشاب و اجاء الى عمه ليبلغه عن اسلامه.
فقال له العم: اصبوت الى دين محمد؟
قال الشاب: ان دين محمد هو الاسلام و لا انحراف فيه.
قال العم: لو اصررت على الاسلام فلن ازوجك ابنتي.
قال الشاب: لا رغبة لي في النساء.
قال العم: و سوف امنعك عن دخول بيتي.
قال الشاب: فارض الله واسعة.
قال العم: و احرمك من الثروة.
قال الشاب الثروة مال فان و زائل.
قال العم: و تحرم من زعامة القبيلة.
قال الشاب: لا اريد الرئاسة.
قال العم: و عليك ان تخلع ملابسك و تخرج عاريا.
و قبل الشاب، و خلع ملابسه.
و لما راته امه عاريا حنت عليه و اعطته فرشا، شقه نصفين و جعله ازرارا و مئزرا و لبسهما، ثم اتجه نحو المدينة و وصل اليها ليلا و اتجه نحو المسجد، و نام الليل فيه، و عندما جاء الرسول(ص) الى صلاة الصبح راى شابا غريبا، فساله من انت؟ فذكر الشاب اسمه الجاهلي، فقال له الرسول: ان اسمك هو عبد الله ذو البجادين. (البجاد هو الفراش الذي لفه الشاب حول نفسه).