ابو نخلة

لله سبحانه نوران: نور يتجلي في كتابه، و نور يفيض على قلوب عباده الصالحين، فالقرآن الكريم نور الله المنبسط في كلمات، و قلب المؤمن يعمر بنور اليقين الذي يفيض مباشرة من عند الله عليه.

و حين يلتقي: النوران يتكامل العرفان، و هناك يشهد المؤمن حقائق الحق، كما انها لؤلؤة شفافة فوق كفه يقلبها كيف يشاء.

و التدبر في آيات الله عند الذين اوتوا نور اليقين، هو ميعاد لقاء نور القلب بنور الرب.

و عندما ينظر المؤمن بنور الله في آيات الذكر، فان حدود المعرفة تصبح مترامية، و انبعاثا من نقطة مركزه هي معرفة الله بالوحدانية و انتهاء بكل ذرة في هذا العالم الفسح، يتشكل عرفان المؤمن شلالا متدفقا من نور العلم. و لكي يوفر المؤمن في ذاته وسائل الاتصال بضياء القرآن، فان عليه التذكر بالبصائر التالية:

اولا: ان يجتهد ابدا ليرتفع الى درجة الانتفاع بالقرآن، لا ان يتمنى هبوط كتاب الله (حاشا لله) الى مستواه.

فان لم تهتد بالقرآن، فلا تفسره حسب مستوى فهمك، و لا تضعه في حدود معارفك، و لا تقنط من فهمه و ابق في توتر الباحث و انتفاضة الطالب للحق حتى يفتح الله عليك نافذة على حقائق كتابه.

ثانيا: طهر قلبك من حجاب الخوف من معرفة الحق و التهرب من مسؤولياته، لان القلب الخائف لا يستريح الى الحق، و انما المسلّم له انَّى كان هو الذي يفقه و يبلغ نوره.

ثالثا: التسليم المحق الذي يعرفه الانسان، سلّم الى معرفة الحق الذي يجهله، و لذلك فان الاجتهاد في تنفيذ وصايا القرآن وسيلة لمعرفة المزيد من حقائقه.

رابعا: حين تقرأ القرآن فرغ قلبك من اية فكرة او وسوسة و توجه الى نور الكتاب مباشرة فسوف تجد من فيضه موجات متلاحقة.

و اذا اخذنا البصائر بعين الاعتبار، حينها سنجد ضياء القرآن يغمر وجودنا، و يصوغ شخصيتنا وفق هداه مما يجعلنا قرآنيين في مواقفنا و نشاطاتنا..

و حقا من كان القرآن ضياءه، فلا يخشى الظلام، و من كان القرآن هداه، فلا يخشى الضلال.

كاتب عراقي مقيم في امريكا