في لقاء مع الشباب العراقيين والخليجيين من طلبة جامعة جورج ميسن الامريكية، رد الشيخ محمد تقي باقر امين عام تجمع (المسلم الحر) الذي يدعو الى اللاعنف، على تصريحات وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل في محاضرته التي القاها في مركز السياسة الاوروبية في العاصمة البلجيكية مؤخراً وقال: من المفترض ان نتعلم من الاسلام كيف نحكم الامة الاسلامية، وكيف نتعامل مع الجيل الجديد وحتى الاولاد كيف نتعامل معهم في المدرسة، لا من الغرب الذي تعلم وأخذ مفاهيمه وقيمه الحضارية من الاسلام.

واضاف الشيخ باقر في حديثه الذي اتسم بالجدية والصراحة قائلاً: طوال اكثر من 1400 سنة والشيعة تطالب بالاصلاحات الفكرية والسياسية والمضي قدما في تطبيق ما اعلنه رسول الله (ص) في احترامه للرأي الآخر، والمرأة، والطفل، والشاب ومختلف الطبقات لمنطقة الشرق الاوسط وفي السعودية بالذات، الا ان طلاب المدرسة التي لاتربي الا امثال طالبان الذين يمثلون اليوم الخوارج الذين قتلوا الامام علي (ع) في ذلك الزمان، منعوا التغيير وقمعوا المعارضة، حتى المعارضة السلمية، وليست القضية مختصة بالسعودية فحسب، واظهر مثال لذلك الرفض نجده في التصرفات السياسية مع الشيعة في العربية السعودية، وفي مختلف الدوائر الحكومية، وانا اسأل جناب الوزير المحترم كم شيعي يعمل في وزارة الخارجية التي يترأسها؟ كم واحد يعمل في الدفاع والجيش والداخلية والدعوة والارشاد وما الى ذلك. بل واكثر من ذلك، ما هي الفرص المتاحة للشيعي في الدولة والحكم السعودي اليوم في الوقت الذي نسمع فيه نداء الإصلاحات؟.

ومن جهة أخرى، نسأل الخارجية السعودية ايضاً: ما هو الانتاج الايجابي في المشاريع السعودية في خارج المملكة من جهة حقوق الانسان، والاصلاح، والتغيير الفكري نحو الآخر؟ وفي الواقع لو يتابع الانسان النشاط السعودي في خارج المملكة، لايرى سوى توزيع المصاحف المباركة، والتمر وكتب الوهابية وبذل الاموال الطائلة للشخصيات السياسية وذلك لتعميق العلاقات السياسية، وفي الفترة ما بعد احداث 11 سبتمبر زادت المبالغ اضعاف اضعاف. نعم هناك المليارات من الدولارات التي تصرف في امور يشمئز المسلم من بيانها….
وبالنسبة الى ما اشار اليه الامير سعود الفيصل من وضع خطة تتمثل في(انتهاء الدولة من وضع النظام الأساسي للحكم الذي ينظم حقوق المواطنة ويحدد واجبات ومسؤوليات الحكم، و إنشاء عدد من المؤسسات السياسية، ممثلة بكل من مجلس الشورى ومجالس المناطق ووضع جدول زمني للانتخابات البلدية) قال الشيخ محمد تقي باقر: لا اشك في صحة ماقال الامير سعود الفيصل، الا ان التصرفات السياسية في داخل المملكة وخارجها مع الشيعة بالذات تظهر لنا غير ذلك، وانكم سترون في شهر محرم الحرام المقبل بعد ايام، والذي هو مقدس عند الشيعة، سترون كم محاضرة للشيعة في الفضائيات السعودية، أو وسائل الاعلام في الداخل.

الا ان الشيخ باقر وفي معرض حديثه عن الدعوات  الاصلاحية في الداخل، ايّد الخطوات التي تخطوها الادارة السعودية على الاقل في الجانب الاعلامي في الفترة الاخيرة من دعم الاسلام كدين والدفاع عنه في ما يرتبط بالارهاب والعنف وقال: انا قلت لمسؤول الشؤون الدينية في السفارة بواشنطن قبل الانفجارات التي حصلت في السعودية، ونبهت عن التصرفات وقدمت مختلف المقترحات، لكن في الواقع انني اليوم ارى ان هناك توجه جديد عند الامير عبد الله ولي العهد وآخرون من الامراء ومنهم وزير الخارجية، كما نقلوا عن توجهاته الفكرية، واشكرهم على ذلك، وكلي أمل ان نرى التصريحات تتسم بالواقعية، فانا كشيعي، كما هو شأن وموقف العلماء في المنطقة الشرقية من السعودية وغيرها من الشيعة، نبذل الجهد الوفير، ونراه واجباً شرعياً، لتثبيت الامن والاستقرار والعيش المشترك مع جميع الطوائف والفرق الاسلامية، حتى الفرقة الوهابية، والحفاظ على الوحدة الاسلامية و الوطنية.
وفي الاجابة على سؤال أحد الطلاب السعوديين عن انضمام العربية السعودية الى منظمة التجارة العالمية والاتحاد الاوربي، ورأي الاسلام في مثل هذا التعاون، قال الشيخ باقر: كما تعلمون ان سمو الامير اشار الى انهم جادين في ذلك، والإسلام يؤيد الخطوات التي تساهم في الاصلاح الاقتصادي و نمو التجارة للدول الاسلامية، وهذا العمل ايضاً دليل آخر على ان المسؤولين خرجوا عن الاطار التقليدي في ادارة البلاد وهم يتوجهون نحو الانفتاح، لان مثل هذا العمل كان حراماً عند بعض علمائهم من الذين كانوا يدعون الى مقاطعة غير المسلمين بل وحتى بعض المسلمين.
واضاف امين عام (المسلم الحر): انا لا اؤيد من يقول ان هذا الطرح هو لتطميع الاوروبيين والسعي لتحسين الوجه السياسي للسعودية في اوربا لمواجهة الخطوات الامريكية حول الاصلاح في السعودية، واعتقد انه هناك توجه حقيقي ويدل عليه انشاء (مركز الحوار الوطني)  وامور اخرى ملحوظة، الا اننا نقول : ان الرسول (ص) دعا إلى هذا الإصلاح منذ بزوغ شمس  الاسلام، والتأخير في تطبيق النظرية الاسلامية وفق مدرسة اهل البيت هو الذي ادى الى تشويه سمعة الاسلام في مختلف المجالات ، وبالذات في حقوق الانسان، والمرأة،  وحرية الرأي و …
وفي ختام الندوة التي اقيمت في احدى صالات القسم الداخلي للجامعة مساء ليلة الجمعة، 20 شباط، 2004 اجاب الشيخ باقر على الاسئلة الفقهية التي طرحت وكان الشيخ متفائلاً بالتغيير الذي هو آت لامحالة في الشرق الاوسط وكافة الدول الاسلامية، الا انه أكد على المسؤولية الدينية للشباب وحملة الفكر الشيعي الاصيل وقال: الجواب يوم القيامة صعب جداً لمن يفهم ويعلم ولايبذل جهده لتطبيق المفاهيم الاسلامية وفق مذهب أئمة أهل البيت (عليهم السلام).