في خطوة هي الاولى من نوعها، والثانية من جهة الاهمية في عالم السياسة ومن الدول الاسلامية بالذات ، كشف الأمير عبد الله بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني السعودي عن انه كان يفكر في خطاب يلقيه مع انعقاد القمة العربية المقبلة يعرض فيه علاقات كاملة بين الدول العربية واسرائيل مقابل الانسحاب الكامل من كل الأراضي المحتلة وفق قرارات الأمم المتحدة بما في ذلك القدس.
جاء ذلك في مقال للكاتب الأميركي توماس فريدمان في مقال تنشره «الشرق الأوسط» ونقل فيه عن الأمير عبد الله قوله «كانت فكرتي القاء هذا الخطاب قبل القمة ومحاولة تعبئة كل العالم العربي حولها، وهذا الخطاب مكتوب وهو في درج مكتبي الآن، لكنني غيرت رأيي ولم أطرحه عندما أقدم (رئيس الحكومة الاسرائيلية ارييل) شارون على مستويات من العنف والقمع لم يسبق لها مثيل مطلقاً».

و كانت الخطوة الاولى للرئيس المصري السابق انور السادات حيث ذهب الى اسرائيل وصافح الاسرائيليين وقال لهم نحن اصحاب السلام ونعتقد به ونعمل به وبكامل قوانا العقلية. الا ان هذه الخطوة ادت بحياته وقتله (كما يقول الاعلام العربي على الاقل) بعض الشباب المسلمون!!

واتصور ان هذه الخطوة التي تعتبر من اهم الخطوات ايجابيتا في سبيل حل الازمات المفتعلة في الشرق الاوسط، ايضا غير مجدية بعد ان علمنا(والدلائلكثيرة ويعترف بها نوعا ما الامريكيون وباستحياء) ان اسرائيل هي التي فجرت الوضع في امريكا ضد المد الاسلامي والمسلمين باذات، واثبتت الدلائل بانها لاتريد الحل العادل على الاطلاق.

فهي ومن قبل اكثر من 30عام تمد المسلمين (واعتذر من هذا التصريح الجريء) بالسلاح لكي يقتل بعضهم بعضا (كما شاهدناه في الحرب بين العراق وايران) ممايسبب التضعيف في صفوف المسلمين، وانها قتلت المرجعيات الشيعية في العراق بواسطة عملائها (واعتذر من  هذا التصريح ايضا) مما قد يسبب التضعيف في نفوس الشيعة على الخصوص، وهي التي استثمرت  الوضع الموجود في امريكا ضد المسلمين بل وانها وراء حادث 11 سبتامبر قطعا، وهي التي تدير الحرب التي يسميها الغرب: الحرب ضد الارهاب!!اليوم من دون ان تقبل هي والغرب تحديد مفهوم الارهاب.

ولا اريد بالطبع ان اتكهن بفشل هذه الخطوة ايضا، الا انني اريد القول بان الحل ليس في مثل هذه التنازلات، وانما الحل كامن في الضغظ على اسرائيل من قبل الرأي العام العالمي  و الدول العظمى(التي تدعم اسرائيل وبكل قوة مع الاسف) لتقبل التفاوض وتلتزم بالتعهدات وتخضع للقوانين الدولية وقرارات الامم المتحدة.

وقديما قالوا: ان المستبد والديكتاتور لايخضع بالتنازل انما يتم خضوعه بالعصى السياسي!! لانني لا اعتقد بجدوائية العمل المسلح ايضا، وانما استعملت هذا اللفظ لانه دال على وجود القوة. ومثل ذلك الآية الكريمة: ترهبون به عدو الله ورسوله… و الحديث الذي يقول: علّق العصا حيث يراه اهلك. فانه دال على وجود القوة لا على استعمال القوة، كما يحلو للبعض قوله.

وختاما اقول (وارجو المسامحة وقبول العذر): لاحل في التنازلات واسرائيل لاتريد الا التسليم من المسلمين والتسليم يعني … والمطلوب فقط: قوّ نفسك لأحترمك.

والسلام على من اتبع الهدى.

 محمد تقي باقر       

واشنطن 16/2/2002