تقول وسائل الاعلام في الآونة الاخيرة: ان الشرطة الافغانية تحاول القضاء على خرافات حولت مقابر مقاتلي تنظيم «القاعدة» في قندهار الى مزارات، قائلة ان بعض المشعوذين يستغلونها في تجارة «العلاج بالارواح وتحقيق المعجزات». وتقول ايضا نقلا عن الشرطة الافغانية : انها داهمت العديد من المقابر في طرف منطقة مدافن عند المشارف الشرقية لقندهار ومنعت السكان من التجمهر عندها. ونقلا عن  مسؤول رفيع المستوى في الشرطة الافغانية انه «دفن احدهم مصباحا كهربائيا في المقابر وقال للناس انه ضوء سحري يمكن ان يشفيهم. اعتقلناه.

وتحولت تلك المقابر،بعد هروب حزب طالبان من افغانستان، الى مزارات يتوافد عليها الافغان المؤيدون لحكومة طالبان. وانتشرت شائعات تقول ان لتلك المقابر قدرات سحرية على علاج المرضى فتزايد يوما بعد يوم زوارها ما بين اهل يزورون فقيدهم ومرضى يأملون في الشفاء من امراضهم.

وتقول صحيفة الشرق الاوسط، السعودية الاتجاه في عددها الصادر 19/2/2002،انه لوكانت حركة طالبان المتشددة التي حاربت الخرافات اليوم موجوده كانت تندهش لهذه المناظر.

اقول: لاشك ان حركة طالبان كانت متشددة و ارهابية الاتجاه والمسلك، وانها كانت لاتعتقد بمثل هذه الامور التي يسميها البعض خرافات، الا انه (وبنظري القاصر) كان في الحركة عناصر متدينة تصلي صلاة الليل وبخضوع وخشوع ولاتريد الا الله سبحانه وتعالى، وان هذا الاتجاه الفكري ليس جديدا على الاسلام المعاصرولا في التاريخ الاسلامي ، اذ ان الخوارج الذين خرجوا على الامام امير المؤمنين على (ع) كانوا ايضا لا يعتقدون بالمعاجز.

وبالطبع انا لا انفي وجود بعض ارباب المصالح في هذا الوقت بالذات وانهم يتخذون مثل هذه المقابر ذريعة لاهدافهم المشؤومة والسذاجة الموجودة في افغانستان وانهم على الفطرة و… الا ان المعاجز موجودة وان الله سبحانه ربما يظهر المعجزة بهذه الوسيلة ليقنع المتعنت ويتم حجته.

وعودا على ذي بدئ، فان الخوارج حاربوا الامام علي (ع)  لأنه رفض الخضوع للمصاحف المرفوعة لأجل المصالح السياسية وبواسطة جيش معاوية واقتراح عمو بن العاص، وكذلك موضوع التحكيم، لأنه (ع) كان يعرف حَمَلَة هذا الفكر والنتائج المترتبة عليه ، الا انهم اصروا على ضغوطاتهم السياسية والاعلامية في معسكر الامام مما اجبره (ع) على القبول محملا اياهم المسؤولية ، وبما أنهم كانوا من المتدينين وقراء القرآن وصلاة الليل تمكنوا من خداع الآخرين. او بالحرى انخدع الآخرون من حيث لايشعرون.

الا انهم وعندما رأو ان رأي الامام كان صائبا وانها كانت خدعة و … أخذوا بمعارضة الامام مرة ثانية على انه لماذا قبلت الحكمية مع علمك ببطلان الدعوى وفساد النتائج؟

واعلنوا الحرب ضد الامام (ع) وتمكنوا من ايجاد شرخة في صفوف المسلمين آنذاك.

واكتفى الامام (ع) بمطاردتهم وتهزيمهم و لم يقتلهم، لأنهم (كما قال عليه السلام) اجتهدوا فأخطأوا.

وطالبان كذلك، فانهم قصموا ظهر الاسلام بمعتقداتهم و تصرفاتهم الخاطئة، وربما كانوا هم السبب في قتل الابرياء في الهجوم البربري الذي اسموه الغربيين (محاربة الارهاب) وستظهر النتائج السلبية عندما يرتفع الضغط الاعلامي الغربي وتنكشف الحقائق غير المعلنة من آثار الحرب والدمار.

فأن الغربيين قالوا في قتلاهم في حادثة 11 سبتامبر انها كانت اكثر من  ستتة الاف، واليوم تبيّن(والله العالم) ان القتلى لم يتجاوزوا الخمسمائة، وانهم يقولون ان الهجوم على افغانستان لم يسفر عن قتلى مدنيين وكانت الاصابات هادفة، وفي المستقبل القريب ستظهر الحقائق. وانا لله وانا اليه راجعون.