للثقافة الكلمة الأولى والأخيرة في تقدم الأمم وتأخرها، فكل أمة بمقدار ثقافتها تمكنت من التقدم والازدهار في كل المجالات.

والأمة المتخلفة تتأخر على مدى الدهور والأعصار.

وكانت الثقافة منذ أن خلق الله سبحانه الكون بعظمته، وأرسل النبيين إلى الأمم ليعلمهم ويزكيهم ويضع عنهم اصرهم والأغلال التي كانت عليهم.

فالرسول هدى وبشرى وضياء وذكرا، جاء ليخرجهم من الضلالة إلى الهدى، ومن الجهل إلى العلم والحكمة.

وفي الكتاب العزيز عشرات بل مئات آيات وشواهد تبين ذلك: {جاءتهم رسلهم بالبينات وبالزبر وبالكتاب المنير} {وأنزلنا معهم الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط} {وإذ أخذ الله ميثاق الذين اوتوا الكتاب لتبييننه للناس} {كما أرسلنا فيكم رسولاً منكم يتلوا عليكم آياتنا} {يتلوا عليهم آياتك ويعلمهم الكتاب والحكمة} {ويزكيهم} {يا أيها الناس قد جائكم الرسول بالحق من ربكم} {يا أيها الرسول بلّغ ما أنزل إليك من ربك فإن لم تفعل فما بلَغت رسالتك} {وما كان ربك مهلك القرى حتى يبعث في أمها رسولا} {ولقد بعثنا في كل أمة رسولاً} {هو الذي بعث في الأميين رسولاً يتلوا عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم} {لقد منّ الله على المؤمنين إذ بعث فيهم رسولاً من أنفسهم} {فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين} {آتاه الله الكتاب والفرقان وجعله هدى لبني إسرائيل} {والكتاب الذي كان نوراً وهدى للناس وإماماً ورحمة} {ومن قومه أمة يهدون بالحق} {يا آدم أنبئهم بأسمائهم… فتلقى آدم من ربه كلمات} {ولما جاء عيسى بالبينات قال: قد جئتكم بالحكمة}.

{يا داود إنا جعلناك خليفة في الأرض فاحكم بين الناس بالحق} {وإذ آتينا موسى الكتاب والفرقان لعلكم تهتدون} و..

وهذا كله إصرار من العلي القدير إلى الأنبياء والرسول لتثيقيف الأمة بأجمعها، حتى أن نوحاً(ع) لبث في قومه ألف سنة إلاّ خمسين عاماً يهديهم إلى الحق والصراط المستقيم.

وما كانت دعواهم إلاّ ليرفعوا عن الناس اصرهم والأغلال التي كانت عليهم، والتي منها الجهل. فأنزل الباري تعالى لكل أمة كتاب وبعث فيهم رسولاً. وقال: {ولا رطب ولا يابس إلاّ في كتاب مبين}.

إلا أن الشيطان استغل جهل البشر واستولى عليهم حتى أن قالوا للأنبياء بعد رؤية البينات: {ما هاذا إلا سحر مفترى} وقال سبحانه: {وما تفرق الذين أوتو الكتاب إلا من بعد ما جاءهم البينة}.

فالأنبياء (ع) جائوا لهداية البشر، والشيطان باق إلى يوم يُبعثون مستغلاً الجهل ليمنع الناس من الوعي والثقافة ويقودهم إلى الضلال.

وهذا صراع بين الحق والباطل، وبين العلم والجهل و…