المحرر

عادة ما تشغلنا مشاكلنا الداخلية عن رؤية الخطر الخارجي المحدق بنا، بل وفي بعض الاحيان ـ ان لم نقل اغلبها ـ تدفعنا الى التغاضي عن ذلك الخطر، حتى اذا ما اصبح امراً واقعاً، وخرجت الامور من ايدينا بدأنا نعي ما بدر منا، وبكينا حظنا العاثر، فصرنا كذلك الذي أحرق اصبعه وجلس ينفخ عليه، هذا هو واقع الكثير من بلدان امتنا الاسلامية.

وفي السودان تنشغل الاطراف المتنازعة ـ حكومة ومعارضة ـ بنزاعاتها، وصراعاتها، وحروبها في حين تغفل التحركات الخارجية التي تطمح في وضع يدها على السودان كقوة بشرية يحسب حسابها في الصراع الدائر في المنطقة وذلك تمهيداً لتفكيك هذه القوة وتفتيتها وعلى حين غفلة من انشغال اهلها في نزاعاتهم الداخلية.