هدى العبد الله ـ الكويت

تشهد الكويت هذه الايام احداث عنف متزايدة، ان كانت تختلف في دوافع الفاعلين فيهافهي تشترك في جانب آخر وهو كون الفاعلين ينتمون الى فئة معينة من الناس، واعني بهذه الفئة هي فئة العسكر.

ففي غضون اسبوع تقريباً شهدت الكويت ثلاثة احداث تتفاوت في الشدة والضعف تعكس ظاهرة خطيرة بدأت بالتنامي في هذا المجتمع الصغير.

فالحادثة الاولى هي مقتل السيدة هداية السالم رئيسة تحرير مجلة المجالس، التي قتلت في وضح النهار حين كانت متوجهة الى البنك قبل الذهاب الى مقر عملها، وكان الفاعل في هذه الحادثة هو مقدم في الشرطة يدعى خالد ذياب العازمي الذي القي عليه القبض واعترف بجريمته دون ضغوط او تهديدات ـ حسب تقرير وزارة الداخليةـ.

دوافع الجريمة كما افاد تقرير الشرطة، ونتائج التحقيقات هي «اجتماعية شخصية» لا سياسية وهذا هو مانسب الى الجاني في اعترافه.

فالسيدة هداية السالم كانت قد كتبت مقالة عن التراث الكويتي في مرحلة الثلاثينات، فتحدثت في المقالة عن الرقص في الاعراس وكيف كانت الكويتية لا ترقص في الثلاثينات، مما يضطر الناس الى جلب الراقصات من خارج السور، وبالتحديد من فريج العوازم ـ والكلام لهداية السالم ـ.

هذا الكلام اثار حفيظة عشيرة العوازم التي لها امتداداتها في السعودية من جهتين:

الاولى: ان كاتبة المقال قالت عن العوازم بانهم كانوا يقطنون خارج السور اي انهم لم يكونوا من السكان الاصليين للكويت انما كانوا من البدو الرحل.

الثانية: نسبة النساء الراقصات الى العشيرة، وهو ما يشبه، وصف العشيرة ـ العوازم ـ بكونها من الغجر الذين يشتهرون بالغناء والرقص.

ردود الفعل دفعت السيدة هداية السالم الى استدراك ما كتبته، وكتابة ما يشم منه رائحة الاعتذار، الا ان ذلك لم يكن كافياً في نظر المقدم خالد العازمي الذي اقدم على ارتكاب جريمته التي تمثلت بانهاء حياة الكاتبة.

الغريب في الامر ان محامي المتهم افاد بان الاعترافات كانت قد اخذت من موكله ـ العازمي ـ بالاكراه، ولعل المحكمة هي التي ستكشف ان كان ذلك بالاكراه ام لا؟.

الحادث الاخر هو اقدام شخص عسكري مصاب بالشلل كان يصطحب صديقته معه في سيارته على اطلاق النار تجاه بقال ايراني مسكين، ولعل ذلك من باب عرض العضلات امام الصديقة، والظهور بمظهر الشخص الذي لا يشكو من عجز او ضعف،ولكن على حساب من، على حساب ارواح الناس البريئة.

اما الحادث الثالث من الاحداث المذكورة فهو يتمثل في قيام ضابط كويتي برتبة نقيب باطلاق النار على مجموعة من الشباب في احدى الجمعيات التعاونية.

كان الضابط مخموراً، حيث انعكس ذلك على تصرفاته غير المتوازنة تجاه الزبائن والموظفين في الجمعية مما دفع الشباب المتواجدين هناك الى التقدم نحوه في محاولة لايقافه عند حده، فانهالوا عليه بالضرب، فلم يكن امامه، وهو الضابط الموقر الا ان يتوجه نحو سيارته ليصطحب منهامسدسه الذي بدأ يتوسل به في الثأر لكرامته، فبدأ يطلق الرصاص هناك وهناك لا على التعيين، ولولا تدخل رجال الشرطة لكانت الكارثة.

ان هذه الحالات لم تكن تظهر في المجتمع الكويتي، وهي تنذر بخطر شديد يتوجب على القائمين التحرك للوقوف على اسبابه، والحد منه