اجمع علماء النفس و الاجتماع على ان عوامل التاثير في الطفل ثلاثة: الابوان، المدرسة، البيئة.

و الاساس الاول للتاثير على الطفل و تربيته تربية سليمة هو البيت ككل بما يشمل (الاب . الام . الجد . الجدة . الاخ الاكبر).

فالبيت يعلم الطفل الاخلاص في العمل، و عزة النفس، و الروح العظيمة، كما يعلمه الصدق بالقول، و الامانة، و حب الخير، و العطف على الضعفاء.. و المدرسة هي الاساس الثاني الذي يرتكز عليه الطفل، فمنها يستمد علومه و افكاره، و تجاربه الاجتماعية.. فاذا اراد البيت اصلاح الطفل و الوقوف امام انحرافات البيئة و تاثيرات رفقاء السوء، عليه التعاون المتواصل مع المدرسة و بالتحديد مع المعلم الذي اخذ على عاتقه صياغة (العجينة البريئة) بحلة قشيبة ترضي البيت و المجتمع معا..

و قد وُجِّه سؤال لبعض عظماء العالم: لو خيرتم للعمل فما هي المهنة التي تختارونها و تحبونها؟ فكان الجواب من اكثرهم، مهنة التعليم، اذ هي مرتبة لانبياء و المصلحين و مهنتهم.

فالمعلم: باخلاقه الفاضلة، و عقائده السليمة، و تصرفاته الموزونة هو القدوة و النموذج الابرز للطفل، منه ياخذ مبادئه الاولية و ارتباطاته الاجتماعية، و أي خلل يحدث عنه للعلم ينعكس سريعا على الطفل و يتاصل فيه، و في المثل: لو لا المربي ما عرفت ربي.

و قال بعض الحكماء: يولد الانسان صحيفة بيضاء يرسم فيها المربي ما يشاء.و الذي همنا في هذا المجال و ندعو اليه دائما و ابدا و خصوصا و نحن على اعتاب سنة دراسية جديدة هو ترسيخ ملكة الاعتف عند الطفل منذ الصغر لان (العلم في الصغر كالنقش في الحجر) فالتنسيق ضروري و مطلوب بين البيت و المدرسة لرفع تخلفات العنف و بذر روح المحبة و التسامح و الرفق و العفو و الصفح و اذا حدث ذلك فليثق الجميع باننا نسير نحو المدينة الفاضلة.

محمد تقي باقر