لاشك أن النقد طريق التقدم والازدهار حتى ولو كان مغرضاً ومنطلقاً من دوافع ذاتية إذ أن النقد الحق يري الإنسان مواقع الخطأ فيعمل على تصحيحها، والنقد الباطل يدرب الإنسان على روح الاستشارة والمشورة، ويجعله مواظباً على فعل الصحيح.

وكما أن النقد والاستبداد(أي الإصرار على الخطأ) على طرفي نقيض، فالاستبداد في الراي والدين أيضاً لا يلتقيان.

إذ أن الاستبداد سيادة الغرور على الحق، والتعصب الأعمى على الحقيقة، وسيطرة الظلم على العدل، بينما الدين هو المحبة والوفاء والإخاء…

فالمستبد لا يقبل النقد، بينما المنفتح على الناس (اي المسلم الحُر) يقبل النقد برحابة صدر.

والذي يتربى على الاستبداد لا يكون إلاّ كذلك ومن يربي نفسه على قبول النقد لا يمكن أن يكون مستبداً.

وبه يعرف الناصح من المنافق، فإن الناصح المشفق يبدي نصيحته في نقده، والمنافق المغرض يظهر ذلك في مقاله.

هذا بالإضافة إلى أن باستماع النقد يمكن معرفة آراء الآخرين، وبه يستكمل العقل ومن ثم يكون العمل سليماً وهذا هو المطلوب.