للفتاة الحق في التعلم شأنها في ذلك شأن الرجل فإذا كان الرجل نصف المجتمع، فإن المرأة تمثل تلك النصف الآخر في المجتمع.

وقد أعطى الإسلام للمرأة ممارسة حقوقها في الحياة وفي التعليم وفي العمل، كما حارب الإسلام الجهل والجاهلية، وأعطى لكل فرد في المجتمع حقه، سواء أكان هذا الفرد ذكر أم أنثى ومن دون أي فارق بينهما.

ولكن أنشئت لنا مسألة التمسك بالتعلم مشكلة كبيرة في مجتمعنا من جراء هذا التشبث بالنسبة للمرأة وهي مشكلة عزوف المرأة عن الزواج قبل إنهائها تعليمها بالمستوى الذي تراه لائقاً بنظرها‍ هذا إذا ما طمحت الفتاة في أن تصل إلى أعلى مرتبه في العلم، ناهيك عن السلبيات التي تخلفها هذه الطموحات.

نحن لا ننكر ضرورة وجود المرأة المتعلمة في مجتمعنا. كما أننا لا ننكر أن الفتاة المتعلمة قادرة على إيجاد حياة زوجية مرفهة سعيدة وقادرة على تربية أجيال صالحة وواعية ومتعلمة وذلك من خلال ثقافتها وتعليمها.

كما أن التفاهم مع الزوجة المتعلمة يكون في بعض الحالات أسهل وافضل بكثير من التفاهم مع الزوجة الغير متعلمة التي يصل معها الحوار إلى طريق مسدود عادة وينتهي إلى خلاف ومشاحنة تعرض الحياة الزوجية إلى الانهيار كما أن هناك فتيات غير متعلمات نجحن فيما فشلن فيه المتعلمات وان أمهات الأجيال السابقة لم يكن متعلمات ولا مثقفات ورغم هذا لم يمنعهنَّ عدم تعليمهن من إعداد أجيال معظمهم هم من الفقهاء والأدباء العلماء.

وكثر هم الأزواج المتعلمون والمثقفون الذين ارتبطوا بزوجات لم يكن متعلمات أو أقل منهم درجات في العلم والثقافة ومع هذا كان زواجهم ناجحاً وسعيداً.

إذاً فالزواج الناجح لا يرتبط بعلم أو بشهادة أو بمركز معين بل يعتمد الزواج الناجح في الاساس على المرأة ذاتها، وما تملكه من ذكاء وفهم وقدرة على إدارة حياتهما وحياة أسرتها. كما أن ديننا الحنيف لم يضع العلم مقياساً للزواج بل قال وعن لسان رسوله الكريم: «فاظفر بذات الدين تربت يداك» كما أن العلم لا يقف في طريق زواج الفتاة فيمكن للفتاة أن تتزوج وتكمل تعليمها في الوقت نفسه وتكون بذلك قد نجحت في تكوين حياة زوجية سعيدة وأسرة صالحة بالدرجة الأولى يعني (أحرزت نصف دينها) وأكملت تعليمها وبذلك تكون قادرة على حل المشاكل التي تعتري الحياة الزوجية بكل وعي وثقافة وفهم في عين الوقت كانت وقادرة أيضاً على تربية جيل صالح متعلم بالدرجة الثانية.

إذن فالعلم ليس عاملاً أساسياً في نجاح الحياة الزوجية دائماً.

إنما الدين هو أهم العوامل الأساسية التي تدير كفة الزواج.  

اسراء الخالدي