تؤكد الاحداث القائمة في سوريا انها اتخذت منحى شديد الخطورة، عكست في طبيعتها تورط العديد من الجهات الدولية والاقليمية في عملية تدمير الدولة وسفك دماء ابناءها بشكل سافر يثير الاستهجان.
فقد بين الحراك السلبي الذي يجمع على القيام به العديد من بلدان المجتمع الدولي ان هناك القضية السورية وقعت بين ارادة التدمير الكامل من جهة، وسياسة اللامبالاة القاتلة من جهة أخرى، لتكون معدلات القتل والتهجير والتدمير الحصيلة الوحيدة لما يجري، مع غياب افق التسوية او الحل او حتى بصيص امل في سلام مرتقب.
اذ يبدو ان معظم الدول العربية وبالتنسيق مع الغرب باتت تعمل على تمويل وادامة عمليات القتل في سوريا، سواء للنظام او المعارضة المسلحة، دون الاكتراث الى حجم المأساة التي يعانيها الشعب، في سيناريو فاضح يهدف في نهايته خدمة المصالح الصهيونية، والاجندات التدميرية لهذا الدولة العريقة.
كما اظهرت تلك السياسات المشبوهة انها تسعى الى دق اسفين التفرقة بين السوريين، واصطناع حربا اهلية لا تبقي ولا تذر، لإيجاد شرخ لا يلتحم بين المجتمعات، كما هو الحال في بعض بلدان الربيع العربي مؤخرا.
وهذا ما ينم على ان تلك الانظمة المشاركة في اباحة الدم السوري لا ترى سوى تأمين مصالحها السياسية والاقتصادية، بعيدا كل البعد عن الشعارات والمثل التي تتدعي زورا وبهتانا.
والملفت للنظر ان القاتل والمقتول كلاهما من المسلمين، وهذا يعني للمجتمع الاسلامي الكثير لمن اراد ان يتدبر.
نسأل الله سبحانه وتعالى ان يجمع شمل المسلمين ويدفع عنهم السوء . انه سميع مجيب.