باحث مسيحي يدافع عن الاسلام في كتاب عنوانه «انتشار الاسلام بحد السيف بين الحقيقة والافتراء» وبمنهج علمي سليم يفند فيه الدعاوى والافتراءات التي تحاك ضد الاسلام، ويفضح مراميها وأبعادها المستترة.
وصدر الكتاب عن دار البباوي للنشر في القاهرة لموؤلفه الدكتور نبيل لوقا بباوي ، وقد وافق عليه الأزهر وأوصى بترجمته الى كل لغات العالم نظراً لأهميته الشديدة.
وقال المؤلف في تقديمه الكتاب: رغم أنني مسيحي أرثوذكسي وأعتز بمسيحيتي، إلا ان الواجب العلمي والقومي فرض علي التعرض لهذه الحملة الشرسة التي يتعرض لها الاسلام. وقد ذكرت الحقيقة بلا أي تعصب او مجاملة كما وجدتها في الكتب الاسلامية والمسيحية.
ويتضمن الكتاب خمسة ابواب، بدأها المؤلف بالحديث عن مولد الرسول عليه الصلاة والسلام، من حيث المكان والزمان، عارضاً سيرته الشريفة، ومواقفه من المشركين في مكة المكرمة، ومع المهاجرين والأنصار واليهود في المدينة المنورة، ومنتهياً بوفاته.
ثم تحدث المؤلف عن انتشار الاسلام في عهد الخلفاء مستعرضاً الفتوحات الاسلامية الواسعة في عهودهم ، ثم الحديث عن الفتنة في عهد عثمان بن عفان وأسبابها ونهايتها ، وكذلك في عهد الخليفة علي بن أبي طالب (ع).
وقد أشار المؤلف في أبواب الكتاب وفصوله الى الاضطهاد والتعذيب والتنكيل والمذابح التي وقعت ضد المسيحيين الأرثوذكس في مصر من الدولة الرومانية ومن المسيحيين الكاثوليك، مقارناً بين ذلك وبين التسامح الديني الذي حققته الدولة الاسلامية في مصر وحرية العقيدة الدينية لغير المسلمين التي أقرها الاسلام.
كما تعرض المؤلف لضريبة الجزية التي فرضت على غير المسلمين في الدولة الاسلامية بموجب عقود الأمان التي وقعت معهم، وبين انها ضريبة دفاع عنهم في مقابل حمايتهم والدفاع عنهم، لاعفائهم من الاشتراك في الجيش الاسلامي حتى لا يدخلوا حرباً يدافعون فيها عن دين لايؤمنون به، وفي الوقت نفسه نظير التمتع بالخدمات التي تقدمها الدولة للمواطنين.
ولكي يقنع المؤلف القارئ بأن انتشار الاسلام بحد السيف افتراء من جانب أعدائه الحاقدين عليه، المتعصبين ضده، اتبع في كتابه أسلوباً التزمه  في جميع أبواب الكتاب وفصوله وهو انه في نهاية كل مبحث كان يعلق على الاحداث التي ذكرها باثبات رأيه الشخصي ووجهة نظره فيها، ثم ينتهي من ذلك بالاستدلال على ان الاسلام كدين لم ينتشر بحد السيف، ولم يفرض على الناس، وانما اعتنقه من اعتنقه بالاختيار المطلق الخالي من أي اكراه.

واعتبرالمؤلف التصرفات الفردية  لبعض الخلفاء بانها لا تمت لتعاليم الاسلام بصلة. ولذلك انتقد المؤلف المستشرقين الذين يغمضون عيونهم عن التجاوز الذي حدث في جانب المسيحية ولا يتحدثون عنه بينما يجسمون التجاوز من الجانب الاسلامي فقط.
وتأكيداً لما اثبته المؤلف من نفي التهمة الموجهة الى الاسلام، وحرصاً منه على نشر المعلومات الصحيحة عن الاسلام، وخاصة في دول الغرب، طلب من المسلمين ان يعيدوا النظر في اسلوبهم ومنهجهم عندما يخاطبون غير المسلمين، وان يسيروا في الطريق السليم الصحيح الذي رسمه لهم دينهم الاسلامي بأسلوب الاقناع، بعيداً عن العصبية لتغيير المفاهيم التي روج لها المستشرقون والساسة والمثقفون والكتاب الذين لهم موقف متعصب ضد الاسلام لأن ذلك ـ كما يرى ـ هو خير وسيلة لتغيير المفاهيم في الغرب.