روى أبو القاسم باينده في كتابه نهج الفصاحة مجموعة كلمات قصار لرسول (ص) قال: انه جمعها من احدى عشر كتاب معتبر عند الفريقين.

ومما جاء في الكتاب:

قال (ص): دبّ اليكم داء الأمم قبلكم: الحسد والبغضاء، هي الحالقة، حالقة الدين، لا حالقة الشعر والذي نفس محمد بيده، لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابّوا، أفلا أنبئكم بشيء اذا فعلتموه تحاببتم؟

أفشوا السلام بينكم.

وفي هذا الحديث الشريف ذكر الرسول (ص) عاملي الانحطاط في الأمة الاسلامية: الحسد والبغضاء، وأكّد انهما حالقي الدين وقاصمي ظهره.

ثم أقسم برب محمد (ص) على ان دخول الجنة لا يمكن من دون ايمان، ولا ايمان من دون حب. ولا خلاص من الحسد والبغض إلا بنشر ثقافة السلام.

والسلام لا يعني الاستسلام للظلم والاضطهاد (كما يحلو للبعض نسبته الى حَمَلَة اللاعنف) بل هو حركة وجهاد ضد الظلم والاستبداد لكن بلغة آخر. والسلام يعني الاسلوب المميز الذي طرحه القرآن الكريم عندما شرح المباحثة وقال: [وجادلهم بالتي هي أحسن].

وهو تطبيق للأحاديث الشريفة الدالة على ان: مداد العلماء أفضل من دماء الشهداء.

فالسلام ثقافة قبل كل شيء، وكما أنه لا حياة إلا بثقافة، فكذلك لا سلام من دون ثقافة.