و بعد اتصالات و مفاوضات طالت سنوات (و ان قالوا: اشهر!) وافقت الولايات المتحدة الاميركية على تسليم المساعدات المالية و الدعم السياسي لخمسة من الفصائل الـ (73) و التي اعتبرتهم اكثر جدية و مصداقية للعمل السياسي داخل الاراضي العراقية و هذه الفصائل هم من: الاكراد، الملكيين، القوميين، المجلس الاعلى لشؤون العراق.

و رحبت هذه الفصائل بالخطوة الامريكية بشكل او بآخر، مع ان بعضهم ـ دام ظله ـ كان لا يعترف (او لا يقر) بوجود اتصالات و مفاوضات مع من كان يسميه العدو اللدود و الشيطان الاكبر و ان اقر الطرف الثاني بوجودها!

و نسي (او تناسى) دام ظله، ان هذه الدولة هي التي بذلت جل جهدها لفشل الانتفاضة الشيعية و التي ذهب ضحيتها المئات من ابناء علي و الحسين و هم من خيرة الشباب. و كان الهدف من افشال الانتفاضة كونها شيعية فحسب.

كما نسي (دام ظله) ان الداعم للنظام الحاكم في العراق بالامس هو الذي مد يد العون للمعارضة العراقية اليوم، و ليس غيره.

و نسي (دام ظله) الايات و الروايات الرافضة لموالاة الكفار و. و نصائح الاشقاء بعدم الاعتماد على مثل هذه الاطروحات من مثل هذه الدول. و على ضوء كل ذلك و بما ان الذكرى تنفع المؤمنين، نقول ما يلي:

  1.  غير خفي على احد ان جميع الانظمة و الحكومات التي اعتمدت على سياسة هذه الدولة سقطت و فشلت و ذهب ريحها.
  2.  و ان الشعوب لا تتفاعل بل و لا تعترف بالانظمة و الاحزاب التي تدخل البلاد مدعومة بالقوة المعادية و لو لفترة ضنيلة. هذا بالاضافة الى ان ايادي هذه القوة ملطخة بدماء ابناء الشعب.
  3. بالامس كنتم ترددون القول: (نحن نلبس ما تفصله الجمهورية الاسلامية) و عبارات من هذا القبيل، في السر و العلن، و اليوم، هل حصلتم على موافقة الجمهورية ام ماذا؟
  4. و هل فكرتم في ما اذا رفضت المرجعيات الروحية و الفصائل الاخرى ـ كما رفض قسم كبير من لواء بدر و غيره و حصلت ثورة النعال في بعض مساجد قم و طهران ـ و رفض الشعب هذا الطرح فماذا تعملون؟

أ – فرض القرار على الشعب الرافض و هكذا يعني النظام الحاكم.

ب – الالتزام بالقرار الشعبي و هذا يعني عدم البدء في المفاوضات و تركها من الآن. ام ماذا؟

محمد تقي باقر