قال مفتي الجمهورية العربية السورية سماحة الشيخ احمد كفتارو: انه لكي يخرج المسلمون من حالة التخلف التي يعيشونها عليهم ان يعملوا على نشر مبادئ العلم و المعرفة و العمل و التضحية و ان يقوموا بتربية الانسان المسلم و اعداده اعدادا صحيحا ليكون انسانا قادرا على بناء الحضارة الاسلامية و المساهمة في الحضارة الانسانية.

و شدد الشيخ كفتارو على ان ظاهرة التخلف في العالم الاسلامي امر عارض و طارئ فليس الانسان المسلم باقل كفاءة و مقدرة و معرفة من الانسان غير المسلم في الغرب او الشرق حيث الابداع و الاختراع و لكن الغرب الذي استطاع ان يسيطر على مقدرات المسلمين في ارضهم و ثرواتهم في حال ضعفهم ما زال يضغط بكل ما اوتي من قوة و في كل المجالات السياسية و الاقتصادية و العلمية حتى يمنع اهل البلاد من استغلال امكاناتهم و ذلك بعدم التعامل و التعاون معهم و اصبح يملك الوسائل الهائلة.

و اكد ان الدعوة الاسلامية تعيش حاليا فترة حرجة و تواجه صعوبات و عقبات كثيرة مبينا ان هذا امر طبيعي لان الصراع بين الحق و الباطل والنور و الظلام شئ، وارد لكن النهاية كانت و ما زالت و ستكون للحق.

و اضاف: ان الاسلام الحق هو مطلب كل الناس و ليس هناك من يرفض قيم الاسلام العظيم لكن القضية تكمن فيمن يعرض الاسلام و كيف يعرض الاسلام فاذا احسنا عرض الاسلام و تقديمه بنقائه و صفائه للناس فان الناس سيقبلون عليه لانهم سيجدون فيه حلا لكثير من المشاكل التي يعانون منها في عالمنا المعاصر.

و بيَّن ان صراع الحضارات الذي كثر الحديث عنه انما يقوم على تحقيق المصالح لان الحضارة التي تعني الثقافة و المعرفة و العمل على الامن و العطاء انما هي قاسم مشترك بين الناس على اختلاف العصور والازمان و لو اختلفت مظاهر الحضارات بين الشعوب.

و اضاف: ان الصراع بين الحضارات تحركه المصالح و الاطماع مؤكدا ان الحضارة الاسلامية كان لها كبير الاثر في التقدم العلمي و التقني و الاخلاقي و من هنا شهد كثير من المهتمين بتحرك الحضارات بان فتح الاسلام كان فتحا ايجابيا من اجل نهضة و انقاذ الانسان و خدمة البشرية كلها.

و اوضح: ان باب الاجتهاد في الامة الاسلامية مفتوح و سيظل كذلك لان الامة الاسلامية امة ولود و بها من العلماء و اهل الفضل من يستطيع ان يقرر حكما شرعيا كما ان وجود المجامع العلمية اليوم في العالم الاسلامي ضمين بايجاد قاعدة الاجتهاد و الاجماع لبيان الاحكام الشرعية الطارئة في هذا العصر.