التقيت به (دام عزه) امام الحوزة العلمية في السيدة زينب (عليها سلام الله) و كان على عجلة من امره، فقال ليتك كنت بالامس و تسمع ما قلت حول العنف و الارهاب.

قلت: انا لا اؤمن بهما، بل و اعتقد انهما خارجان عن مفهوم الدين.

فنظر الي مستغربا، و قال: انت تقول هذا و تدعي انك تؤمن بنظريات الامام الشيرازي و تذوب فيه؟ تقول هذا و انت امام حوزة المرحوم المقدس الشهيد السيد حسن الشيرازي و هو يقول:

و اسحق جباه الملحدين مرددا                                                     لا السجن يرهبني و لا الاعدام

قلت: ان المرحوم المقدس طرح من خلال كلماته (المنطوقة و المطبوعة) اسلوب المنطق و الدليل لا العنف و الارهاب، و هذه كتبه و خطاباته تدل على ذلك. فهو كان يؤمن بحرية الكلمة و فوز القلم و الفكر على الاستبداد و الظلم. و هذا هو منطق الاسلام لا غير.

و عليه كان نهج الرسول(ص) و الامام علي(ع) و… فكان كل منهم في ساحة الجهاد شديدا على العدو المهاجم و في غيرها رؤوف رحيم.

و رحمه للعباد و ليس للمسلمين فحسب.

فلا يمكن (و لا يجوز) الاستدلال بمواقفهم في الحرب و تناسي المباهلة و الابحاث الفكرية و.. مع انهما ايضا كانا مع الكفار و…

ففي الحرب بقدر (ما اعتدوا عليكم) و قبلها امتلاك القدرة العسكرية و السياسية و الثقافية – حسب الظروف – و التي منها قوة المنطق و الاستدلال و العمل الدبلوماسي و التفاوض و جمع النقاط و… و المعاجز و المناورت الفكرية و الاساليب التي رايناها في حياته(ص) و…

و لكن ارني – و لو واحدة – اين استعمل المعصومون (عليهم السلام) اسلوب العنف و الارهاب (بالمفهوم الدارج اليوم) و مع من؟

و نحن اليوم، و ندعي الايمان و الاستنارة بنورهم و افكارهم(عليهم السلام)، في صراع مع اخوتنا و في كل الجبهات.

فالمسلم الافغاني مع اخوته و هو مع المسلم الايراني، و العربي مع العربي، و الخلافات الدائرة بين الحاكم و المعارضة في كل بلد و دولة.

افهذا ما اراده الاسلام؟

محمد تقي باقر