في اجتماع مع الجالية العربية في واشنطن وبمناسبة عيد الفطر المبارك، قال الشيخ محمدتقي الذاكري: اليوم يتوجب على شيعة العالم ان يعرفوا ما لهم وماعليهم من وظائف ومسؤوليات تجاه المذهب والمجتمع الذي يعيشون فيه، وبما ان فهم السياسة والاقتصاد من أهم الامور، واننا نحتاج اليهما لكي نتمكن من النهوض بامتنا وفي اية دولة كانت، فلذلك علينا ان نهتم بكل شاردة و واردة في العالم السياسي والاقتصادي ونعلم اولادنا، ذكورا واناث، كيفية التعاطي والتصدي في آن واحد.

وفي الاجتماع الذي عقد في يوم الاحد5 اكتوبر في ولاية مريلند القريبة من واشنطن العاصمة الامريكية وحضره جمع من العراقيين واللبنانيين تحدث الشيخ الذاكري عن الوضع السياسي في العالم ومايدور في اروقة الامم المتحدة حول الشيعة في العالم، من جهة وحول العراق بالذات من جهة اخرى قال: ماحصل في العراق لم يحصل في تاريخ العالم ولايمكن ان يحصل في مكان آخر في العالم، الشيعة في العراق بعد سقوط صدام تعاملوا مع اخوانهم السنة على اساس الاخوة والمحبة، فالسني الذي كان مظلوما في عهد الصنم كان منفتحا مع الشيعي في بغداد وغيرها ومتعاونا لاجل بناء المجتمع العراقي من جديد، ومن كانت اياديه ملطخة بدماء الابرياء كان جالسا او متخفيا في داره خوفا من ذنوبه وجناياته، ولم يسجل التاريخ والاعلام ان شيعيا هجم حتى على الجاني في داره، لان الاسلام اول من دعى الى ان من جلس في داره ولم يشهر السلاح ضد احد من المسلمين فهو آمن. وهذه دعوة رسول الله (ص) والامام امير المؤمنين(ع) ونحن نعتز بتطبيقها في العراق.

وان ماحصل من القتل والدمار-والكلام للشيخ الذاكري- كان من الذين لايريدون الخير والامان لهذا الشعب الملتزم بمذهبه، فأخذهم الخوف من الطرح الامريكي في تأسيس الشرق الاوسط الجديد، وصرفوا الميليارات من الدولارات لايقاع الفتنة بين الاخوة في الاسرة الواحدة، وجندوا طاقاتهم واتباعهم للتصدي للطرح الامريكي الا انه في العراق وليس في امريكا.

ولم يتصدوا للامريكيين في بلدانهم، مع انها آوت الامريكيين وفيها قواعد عسكرية لهم، الا ان المخطط الذي بدأو بتنفيذه، وبكل طاقاتهم السياسية والاقتصادية، يدعو الى قمع الفكر الشيعي عبر تجويعه من جهة وقتله بالمتفجرات من جهة اخرى، ومحاصرته سياسيا لتوقيع اتفاقيات مشؤومة من جهة ثالثة.

فهم خسروا كل شيء، وخافوا على انفسهم ومناصبهم، مع ان الشيعة في العالم ليس لها حول ولاقوة،  وهم مقهورون في كل بقاع العالم ومن دون استثناء، ولكن الخائن خائف حتى انه يخاف من نفسه، فانهم وحسب تصورهم ان قتل شيعة العراق ولبنان وايقاع الفتنة في الوسط الشيعي  وبعناوين وذرائع مختلفة سيساعدهم في البقاء على العرش، او ان الامريكيين يهمهم مثل هذه الخدمة لذلك اخذوا يتسارعون الى العمالة وتقديم الخدمات المجانية، حتى وانهم قبلوا بتحطيم بلادهم اقتصاديا وجائوا باموال النفط التي هي ملك للشعب لانقاذ الاقتصاد الامريكي و كل ذلك لعلهم يتمكنوا من الحصول على التطمينات في عالم السياسة، ناسين او متناسين ان الملك عقيم.

وعليه – والكلام للشيخ الذاكري – فعلينا كشيعه ان نفهم الزوايا والخفايا من عالم السياسة والاقتصاد ،الذي لايمكن التفكيك بينهما حتى قيل فيهما انهما وجهان لعملة واحدة، حتى نأمن مكرهم ودسائسهم، كما وعلينا ان نعرف ان زمن التقية الدينية قد ولى ومن دون رجعة ان شاء الله، وحيث ان التقية لاتجوز الا في حفظ الدماء والاعراض، واليوم  بفضل الله عز وجل القانون الدولي يحمي الجميع، والقول باننا اقلية مذهبية في بلداننا مردود بالانفتاح السياسي والضغط العالمي، ولذلك لنا ما لهم وعلينا ما عليهم من حقوق و واجبات تجاه اوطاننا، وكلنا مواطنون ومن الدرجة الاولى!! ولكن في مواجهة العدو نكون في خندق واحد.

ثم تحدث الشيخ الذاكري عن الخطط الاستعمارية في مجال الاقتصاد وقال: في الآونة الاخيرة كثرت الشركات الوهمية في الوسط الشيعي وآخرها اليوم في العراق وفي الجنوب الشيعي بالذات، وهذه الشركات تسرق اموال الناس من دون اية اعتراض من الدولة، حيث ان الناس يعطون اموالهم برضاهم. وهذا اخطر مما يتصوره الانسان.

فلا الدولة تتمكن من متابعة الموضوع لعدم وجود شكاوي قانونية، ولا الناس يتمكنوا من اخذ حقوقهم لانهم لايمتلكون الادلة والمستندات، وهذه الشركات كلها مرتبطة بشبكة استعمارية قوية همها تضعيف الاقتصاد الشيعي و بالنتيجة استدراجهم الى مالايحمد عقباه. وباعتقادي – والكلام لازال للشيخ الذاكري – السقوط في الفخ الاقتصادي يعني الاستسلام للمخطط الاستعماري، والانحدار في هاوية الفقرالذي هو الموت الاكبر.

ولذلك من المسؤولية الشرعية ايجاد وعي سياسي واقتصادي بشكل عام في الوسط الشيعي والنهوض بالامة الى أعلى مراتب الوعي ومن ثم التقدم في مختلف المجالات مع حفظ الاستقلالية، كما وعلينا الاهتمام بالثقافة الاسلامية وفهم القران الكريم وسيرة المعصومين (عيهم السلام) وتطبيقها في مجتمعاتنا، وان نسأل الله تبارك وتعالى ان يلهمنا كيفية التطبيق. انه سميع مجيب.