تمت الصفقة!

لم تفلح الجهود الدولية، أو لنقل لم يرد لها الفلاح في أن توقف جماح الدب الروسي الهرم الذي يحاول استعادة ماء وجهه الذي أهرق على أثر تبنيه سياسة لم تجر على شعبه سوى الويلات والمصائب.

ولكن لماذا لم تتمكن الجهود من إيقاف دب لم يكن الهدف من حملته على شعب الشيشان الذي يمتلك ـ مثله مثل غيره. من الشعوب ـ حق تقرير مصيره؟

هل كان ذلك لما يتمتع به الروس من قوة ترعب العالم، ومن يتحكم بمصير العالم، أم أن هناك صفقات عقدت بين الجانبين مؤداها غض الطرف من قبل كل منهما عن الأخر فيما يمارس من إبادة، وتجويع، وترهيب، وتحكم، واستغلال للشعوب المسلمة؟ فإذا كان الأمر كذلك فمع مشارفة عمليات الدب الهرم على الانتهاء تكون الصفقة قد تمت، فهنيئاً للساكتين.

        النسبة بين العنف والإدمان

يبدو أن العلاقة بين العنف والإدمان هي علاقة طردية. بحيث كلما تعرض الطفل للضرب ازدادت نسبة إقدامه على الإدمان كرد فعل على ما يتلقى من العنف.

فقد نشرت صحيفة (الاندبندنت) صورة من تصميم جمعية (بـرناردوز) الخيرية لمساعدة الأطفال في إطار حملة توعية بما يخلفه العنف من انعكاسات على الأطفال مستقبلاً، تظهر هذه الصورة رسماً لصبي في قبوٍ يرتدي حفاظاً، ويمسك بيده حقنة وكتب على الصورة:

«جون دونالدسون. العمر 23عاماً. تعرض للضرب وهو صغير فكانت الفرصة مهيأة لأن يصبح مدمناً»

ما حاجِّين والناس راجعة:

مع إطلالة الألفية الثالثة، وحيث التقدم العلمي على أوجه بحيث صار من لا يعرف التعامل مع الحاسب الآلي (الكمبيوتر) يعد أمياً بلغ عدد الأميين ـ لكن ليس الأمي الذي ذكرنا أنه لا يعرف العمل على الحاسب ـ الذين لا يعرفون القراءة والكتابة في العالم العربي (68) مليون شخص. فالعالم العربي لم يكن قد توجه نحو الطريق الذي أوصل العالم المتقدم إلى ما هو عليه الآن وياليت ولقلنا له ( حاجِّين والناس راجعة) ولكن الواقع أن نسبة الأمية الكبيرة تدل على أن الأمر في تراجع لا في تقدم.

إن هذه النسبة هي التي صرح بها مدير مكتب اليونسكو في بيروت.

        صرة الدب لا تقوى على حفظ ما فيها

بناءاً على الوضع المتردي الذي تعيشه روسيا وقبلها الاتحاد السوفيتي المنحل يبدو أن طوق الروس الذي ضرب على السكان منذ تبنيهم لسياستهم التي لا تقود بلادهم إلا للـهاوية لم يكن قادراً على أن يحفظ طاقاته عن التسرب إلى الخارج طالباً للعيش الرغيد بعد أن تبددت أحلامها الوطنية مع عجز الوطن عن تسديد المستحق من أجور تلك الطاقات لشهور عديدة حتى اضطر هؤلاء إلى التمهيد للأمر بالتهديد بالهرب، ومغادرة البلاد، والذي يعد خسارة علمية كبيرة خاصة في المجال النووي.

ولكن حين أحسّوا بعدم جدوى ذلك سحقوا ولائهم ليتجهوا شرقاً وغرباً تحقيقاً لأمالهم وطموحاتهم التي لم تعد روسيا قادرة على استيعابها.

والأمر المريع أن نصيب إسرائيل وحدها من هذه الكفاءات العلمية رفيعة المستوى هو (92) ألف عالم خلال الأعوام الثلاثة الأخيرة فقط، والأدهى من هذا كله أن هؤلاء العلماء المذكور عددهم يوجد (10) آلاف عالم نووي.

كل هذا يقع تحت تغطية وحماية أمريكيتين، في الوقت الذي ترفع فيه أميركا عقيرتها داعية إلى الحد من انتشار الأسلحة النووية في الشرق الأوسط. فان كان سكوت أميركا عن إسرائيل لأجل امتثال إسرائيل لدعوة الحد من انتشار الأسلحة النووية، ووقفها للتجارب النووية فهل يعمل (10) آلاف عالم نووي روسي في مطاعم بيع (البيتزا)، الإسرائيلية أم ماذا؟

هذه الأرقام هي مما صرح به السيد محمد صبيح مندوب فلسطين الدائم لدى جامعة الدول العربية. ومن ضمن ما صرح به السيد محمد صبيح هو «أن إسرائيل تملك جيشاً من العلماء لا يمكن أن تجهزه أية دولة الإخلال (50) عاماً.

        أسلحة غير مجازة

 أفادت التقارير البـريطانية بان هناك ثلاثة ملايين مسدس غير مجاز موجود في متناول الأيدي في بـريطانيا، وهذا الأمر الخطير قاد إلى أن تطلق العيارات النارية بمعدل آخذ بالتزايد في المناسبات المختلفة التي تمر بها البلاد كما تقرر الأبحاث الخاصة في علم الإجرام بان ثلث المجرمين الشباب ـ في بعض المناطق ـ هم من المصنفين بين الخامسة عشرة والخامسة والعشرين من العمر.

        المدارس الكاثوليكية تحتضن المحجبات

على العادة عادت الحكومة العلمانية الفرنسية بالطرق على الوتر الذي ما فتئت تطرقه متجاهلة مشاعر الجالية المسلمة علناً من خلال رفض المدارس الفرنسية فتح أبوابها في وجه المسلمات المحجبات.

وبالمقابل فتحت المدارس الكاثوليكية الأبواب على مصاريعها لاستقبال المحجبات، وهذا الأمر مما ينبغي التنبه إليه، واخذ الحيطة والحذر حياله، والنظر إلى الأهداف غير المرئية من خلال استقراء الواقع كي لا يقع ما لا يحمد عقباه وساعتها لا ينفع الندم.

بناءاً على ذلك وجه سماحة السيد هاني فحص (حفظه اللـه) رسالة الى رجال الدين في لبنان جاء فيها:

«عليكم الانتباه لخطابكم الداخلي، وخطابكم الخارجي، يجب ان * تنتهي الازدواجية والاعتراف بالأخر اعترافاً سرياً وعلنياً *

(لا تحقرن قتيلاً في مخاصمةٍ)

يبدو أن الحجج التي تتذرع بها الولايات المتحدة الأميركية في ضرورة استمرار حصارها الجائر عل العراق قد نفدت بحيث صارت تلتمس من جديد من الذرائع ما يضحك الثكلئ، فهل يعقل أن يصبح العراق ـ الذي لا يستطيع حراكاً إزاء بلد مثل تركيا التي يذرع جيشها أراضيه طولاً وعرضاً ـ مصدر خطر على أميركا، بحيث صارت الولايات المتحدة الأميركية يتهددها خطر الصواريخ العراقية؟ فهلا يحثت أميركا عن ذريعة افضل من هذه كي تستند عليها لتجويع أبناء العراق؟